تفاقم غضب واسع في مدينة تعز خلال الساعات الماضية، على خلفية اتهامات موجهة للهلال الأحمر القطري بتوزيع مساعدات غذائية بطريقة انتقائية تقوم على الانتماء الحزبي والوساطات، وسط موجة استياء شعبي وصفها سكان محليون بأنها إهانة جديدة للفقراء وتحويل للغذاء إلى بطاقة ولاء سياسي.
وقال عدد من الأهالي في أحياء متفرقة من مدينة تعز إن عملية التسجيل والتوزيع تمت بعيدًا عن المعايير الإنسانية، وبإدارة أشخاص محسوبين على حزب الإصلاح في الحارات والمديريات، حيث جرى تسجيل فئات محددة واستبعاد آلاف الأسر المحتاجة بما فيهم موظفو الدولة والمنهكون من تبعات الحرب وتدهور المعيشة.
ويقول أحد المتضررين بانفعال شديد: "نحن لا نطلب المستحيل.. فقط العدالة. من الظلم أن تُمنح سلال غذائية لأشخاص محددين بينما نتقاسم نحن الحصى والماء، ولا نملك حتى قيمة رغيف".
الأهالي أكدوا أن عملية التسجيل تمت بشكل سري، دون إعلان رسمي أو تحديد مكان أو موعد لاستقبال المستحقين. بعضهم لم يعلم بوجود المساعدات إلا في اليوم الثاني لبدء التوزيع، وعند محاولتهم الاستفسار قيل لهم بأن “القائمة جاهزة منذ سابق ولا يمكن إضافة أسماء جديدة”.
ووصف مواطن آخر ما يحدث بأنه محاولة صريحة لـ"شراء الولاءات وإدارة المجتمع بمنطق التمييز والتصنيف"، مضيفًا: “اتركونا فقراء لكن متساوين.. نتقاسم لقمتنا بكرامة، أفضل من أن تزرعوا بيننا الحقد والكراهية بسبب كرت سلة غذائية”.
ويرى مواطنون أن هذه الممارسات لا تُساعد المحتاجين، بل تُعمّق الانقسام المجتمعي وتزرع الشك والعداء بين أبناء الحي الواحد، مطالبين القائمين على برامج المساعدات القطرية في تعز بإعادة النظر في آلية التوزيع وإعلانها بشفافية تضمن الوصول إلى الجميع وفق معايير عادلة وإنسانية.
وختم الأهالي مطالبهم برسالة موجهة للهلال القطري جاء فيها: “اتقوا الله.. الوضع في تعز لا يحتمل المزيد من الألم والانقسام. نحن بحاجة للغذاء لا للفرز، وبحاجة للرحمة لا للتمييز".