دارت معارك عنيفة، الأحد، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان جنوب غربي البلاد، وسط أنباء عن توغل كبير لقوات الدعم السريع وتطويق مقر اللواء 89 أكبر فرق الحامية العسكرية للجيش في المدينة.
وأفادت مصادر بأن الدعم السريع تضيق الخناق أيضاً على قيادة الفرقة 22 مشاة، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وتداولت حسابات وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي موالية لقوات الدعم السريع مقاطع فيديو تُظهر جنوداً يزعمون أنهم توغلوا إلى داخل أسوار القاعدة العسكرية للجيش في المدينة.
وتُعد بابنوسة، التي تبعد نحو 697 كيلومتراً عن العاصمة الخرطوم، من المدن المهمة في إقليم كردفان، وهي ملتقى محطات التقاطع الرئيسية لخطوط السكك الحديدية في السودان؛ إذ تربط غرب البلاد بشرقه وشماله.
وقال شهود عيان لصحيفة "الشرق الأوسط" إن قوات الدعم السريع شنت، صباح اليوم الأحد، هجوماً هو الأعنف على المنطقة العسكرية، وسط تحليق مكثف لمسيَّرات تابعة للجيش للتصدي للهجوم الواسع من عدة جهات.
وذكرت مصادر إعلامية محسوبة على الجيش أن قواته في الفرقة 22 مشاة صدت هجوماً كبيراً لقوات الدعم السريع على المدينة.
ودار قتال عنيف بين الطرفين في محيط معسكر الجيش، حيث سُمعت أصوات الأسلحة الثقيلة من مناطق بعيدة. ونقلت المصادر نفسها أن الجيش قصف بالمسيَّرات تجمعات قوات الدعم السريع التي تحيط بمدينة بابنوسة.
وكانت حامية الجيش في المدينة قد صمدت، على مدار الأشهر الماضية، أمام العشرات من الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع بالقصف المدفعي ومحاولات التسلل المستمرة.
ومن جهة ثانية، أفادت مصادر بأن الجيش سحب قواته من منطقتي كازقيل وأم دم حاج حمد في كردفان، بعد ساعات من السيطرة عليهما، يوم السبت.
وتصاعدت وتيرة المواجهات في إقليم كردفان لليوم الثاني على التوالي، بينما أكدت مصادر محلية أن الطرفين حشدا قوات كبيرة من المقاتلين والعتاد من أجل تحقيق نصر ميداني في هذا الإقليم المهم.
بدورها، قالت قوات درع السودان التي تقاتل بجانب الجيش، إنها تتقدم في جميع محاور العمليات العسكرية.
وأضافت في بيان على منصة فيسبوك أنها تعمل وفق خطط محكمة وبتنسيق كامل مع وحدات الجيش، وتفرض واقعاً جديداً في الميدان يؤكد قدرتها على الحسم واستعادة السيطرة.