كشفت تقارير استخباراتية وملاحية متقاطعة أن إسرائيل دفعت بغواصاتها وسفن استطلاعها إلى مناطق قريبة من مضيق باب المندب، في تحرك يُنظر إليه على نطاق واسع كرسمٍ لخطوط اشتباك بحرية غير معلنة مع مليشيا الحوثي في اليمن.
وبحسب ما نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل وموقع JNS، فإن البحرية الإسرائيلية وسّعت نطاق انتشارها منذ مطلع أكتوبر لتشمل البحر الأحمر وبحر العرب، في أعقاب تصاعد الهجمات الحوثية على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل، وتزايد نشاط القراصنة الصوماليين في الممرات الحيوية ذاتها.
وتؤكد المصادر أن الغواصات الإسرائيلية من طراز “دولفين” المزودة بأنظمة مراقبة وصواريخ بعيدة المدى، باتت قادرة على فرض ردع بحري غير مسبوق في المنطقة، ما يمنح تل أبيب مجالاً أوسع لحماية خطوط الملاحة المؤدية إلى ميناء إيلات الاستراتيجي.
ويرى خبراء أن هذا الانتشار يأتي ضمن ما تصفه تل أبيب بـ “الردع الوقائي”، وهي سياسة تهدف إلى منع الحوثيين من تنفيذ أي هجمات بحرية بتوجيهات من طهران، دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة، في ظل انشغال المنطقة بملفات أمنية متشابكة.
وفي الوقت نفسه، تزامن هذا التحرك مع تحذيرات أممية من تصاعد عمليات التهريب البحري بين السواحل اليمنية والصومالية، ما دفع القوات الغربية العاملة في البحر الأحمر إلى رفع مستوى التأهب تحسباً لأي تصعيد.
ويصف محللون مضيق باب المندب اليوم بأنه “الجبهة الصامتة” لإسرائيل، لكونه يربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي ويشكّل ممراً حيوياً لتجارة الطاقة العالمية. ووفقاً لتقرير معهد الشرق الأوسط في واشنطن (MEI)، فإن تل أبيب تنظر إلى البحر الأحمر باعتباره خط دفاعها الأول في مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة.
وفي حين لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حول التقارير المتداولة، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول عسكري سابق قوله إن “الوجود البحري الإسرائيلي جنوباً لم يعد مؤقتاً، بل أصبح جزءاً من معادلة الردع الإقليمي”.