لا يستطيع عبدالملك الفرار. الاختراق داخله، وفي أعلى مستوى، في محيطه الضيق فحسب.
الوصول إلى الغماري أسقط ترتيب يعرضه غداً عن ضبط خلايا.
الغماري لم يكن مجرد قيادي عادي، هو رئيس عمليات مجلسه الـ..ـجـ،ـهـ,ـادي.
ومن يعرف تحركه، واجتماعاته قلة، المعلومة محصورة في نطاق ضيق يحيط بعبدالملك.
المواطن، والصحفي، والمحامي، والعامل في منظمة أممية لا يعرف تحركه، ولا أين يقيم؟
وفي ظرف كهذا، الاجتماع والسكن يتغير بدون شك بانتظام والإحتياط الأمني في أعلى مستواه، فكيف يمكن لهؤلاء معرفة معلومة اجتماع حدد موعده قبل ساعات؟
والأمر ذاته ينطبق على اجتماعات قادة ينتحلون صفات وزارية.
من وقف وراء اختفاء صفوف قيادية كاملة عسكرية، وثانية أمنية، وثالثة تنتحل صفات وزارية أثناء اجتماعات منفصلة هو في محيطه.
من هناك حصلت اسرائيل على المعلومات لحظة بلحظة عن التحركات، عن الاجتماعات، موعدها, عن مخارن الأسلحة، غرف العمليات والسيطرة، والبرتكولات أمنية.
هذا ما اتضح حتى اللحظة من طبيعة الاستهداف، وحجم ما حصلت عليه اسرائيل كاملاً لم يعرف بعد.
لكنه يفر من هذه الحقيقة، وقرر التضحية بالأبرياء لإخفاء فضيحته وهو الذي تحدث عن حصونه الأمنية، وصعوبه اختراقه قبل أن يستفيق وقد محيت صفوف قيادية كاملة في وقت واحدٍ.
الأمر متعلق بإرباك يحاول السيطرة عليه، وثقة ستنعدم تماماً في مستوياته القيادية حال إقراره، وربما قد لمس ذلك بعدما أقر ضمنياً وهو ينعي الغماري بألا حماية لأي متورط.
للمرة الأولى يقر، لكنه تراجع سريعاً وأطلق العنان لنجل شقيقه في تكثيف حملات الاختطافات مستهدفة الجميع بلا استثناء إلا الجناة الحقيقين.
والآن يرتب مستعجلاً الخطوة التالية لأمر يتعلق بوضعه في إعلان اعترافات لأبرياء انتزعها منهم بالـ.ـتـ.ـعـ،ـذيـ.ـب المنظم.
لكن حتى من يوالونه لا يصقوه. باختصار لأنهم لا يعرفون مثل هذه التحركات وبالتالي كيف سيعرفها غيرهم!