يُعدّ المشي بخطى سريعة من أفضل الأنشطة للحفاظ على صحة الجسم والعقل، فهو يساعد على ضبط الوزن، حرق الدهون، والوقاية من أمراض القلب والسكتات الدماغية وارتفاع الضغط والسكري.
وتوصي منظمة الصحة العالمية بممارسة ما لا يقلّ عن 150 دقيقة من النشاط البدني المعتدل أسبوعياً، مؤكدةً أن المشي نصف ساعة يومياً كافٍ لبدء ملاحظة تحسّن واضح في الصحة العامة.
لكن في السنوات الأخيرة، بدأ الاهتمام يتجه نحو أسلوب مختلف من المشي يتجاوز النمط التقليدي، ألا وهو "المشي إلى الخلف". إذ يرى عدد من الاختصاصيين في الرياضة والميكانيكا الحيوية أنّ هذا النوع من الحركة يقدم فوائد مدهشة للجسم والعقل.
وتوضح جانيت دوفيك، الاختصاصية في علم الميكانيكا الحيوية والأستاذة في جامعة نيفادا في لاس فيغاس، أنّ المشي إلى الخلف يفعّل عضلات لا تُستخدم بكثرة في المشي العادي، ويحسّن مرونة عضلات الفخذ الخلفية، ويقوّي العضلات الضعيفة، كما يحفّز الدماغ على التكيّف مع أنماط جديدة من التوازن والحركة. وتقول: "إنه تمرين مختلف تماماً يمنح الجسم تنشيطاً شاملاً".
ويُوصي الاختصاصي، كيفن باترسون، من ناشفيل بالبدء في المشي إلى الخلف على جهاز السير بسرعة منخفضة لضمان السلامة، خصوصاً لكبار السن. كما يمكن ممارسته في الهواء الطلق بشرط اختيار منطقة خالية من العوائق، ويفضَّل أن يتمّ التدريب مع شريك لتجنّب الحوادث.
وتنصح دوفيك بإضافة دقيقة واحدة من المشي إلى الخلف مقابل كل عشر دقائق من المشي العادي، مع زيادة المدة تدريجياً.
هذا التمرين يُعدّ مثالاً رائعاً على "التدريب المتقاطع" الذي يدمج أنواعاً مختلفة من الأنشطة لتقوية الجسم ومنع الإصابات. كما يساعد على تقوية الركبتين، وتحسين الوضعية، وتوازن العضلات، وهو ما يجعل المشي إلى الخلف تمريناً بسيطاً بفوائد تفوق التوقعات.