كشف الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية المتطرفة محمد بن فيصل، اليوم، عن معلومات خطيرة تتعلق بتطور جديد في العلاقة بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة في اليمن، مؤكدًا أن المليشيا قدّمت دعمًا عسكريًا نوعيًا للتنظيم، وأفرجت عن مجموعة من سجناءه في صفقة هي الأولى من نوعها منذ بدء التنسيق بين الطرفين.
وقال بن فيصل، نقلاً عن مصادر جهادية خاصة، إن الدعم الذي قدّمته مليشيا الحوثي للتنظيم يشمل أسلحة نوعية ومبالغ مالية، إلى جانب إطلاق سراح قيادات بارزة في التنظيم، من بينهم القيادي المعروف محمد محسن القادري، نجل القيادي الخطير في القاعدة محسن القادري المكنّى بـ"أبي جهاد الذماري".
وأوضح بن فيصل في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع إكس، بأن محمد القادري كان محتجزًا في صنعاء منذ فترة على خلفية تورطه في أنشطة مرتبطة بقيادة التنظيم، من بينها استقبال عناصر أجنبية مرتبطة بالقاعدة، قبل أن يُفرج عنه مؤخرًا ضمن صفقة بين الحوثيين والتنظيم.
وأضاف أن الصفقة تضمنت أيضًا إطلاق سراح عدد آخر من قيادات وعناصر القاعدة، مقابل أن يقوم التنظيم بتوسيع رقعة نشاطه الميداني وتنفيذ عمليات تصعيدية في مناطق محددة، بما يخدم أهداف ميليشيا الحوثي السياسية والعسكرية في ظل تصاعد الضغوط الدولية المفروضة عليها.
وأشار الخبير إلى أن القيادي محسن القادري – والد المفرج عنه – يُعد من أبرز وجوه الصف الأول في تنظيم القاعدة، وسبق أن شارك في معارك أفغانستان، كما لعب دورًا محوريًا في الجهاز الأمني للتنظيم، ما يجعل عودة نجله إلى النشاط الميداني تطورًا مقلقًا على مستوى المشهد الأمني في المناطق المحررة.
ويعكس هذا التحالف المستتر بين الحوثيين وتنظيم القاعدة يعكس حجم التفاهمات السرّية والمصالح المشتركة بين الطرفين، رغم التناقض الظاهري في الفكر والانتماء، إذ أن العلاقة بين الجانبين تقوم على التنسيق العملياتي وتبادل الأدوار في أكثر من منطقة.