كشف موقع الحرة الأمريكي، في تقرير حديث حول مستقبل مليشيا الحوثي الإرهابية، عن خمسة سيناريوهات محتملة لتآكل الجماعة، مؤكداً أن ما بعد مقتل رئيس هيئة أركانها محمد عبدالكريم الغماري لن يكون كما قبله، وأن الجماعة قد تدخل مرحلة تفكك بطيء لكنه حتمي، رغم محاولاتها إظهار التماسك.
ويُعد الغماري، الذي أعلنت جماعته مقتله منتصف أكتوبر الجاري مع ابنه ومرافقيه في غارة إسرائيلية استهدفت صنعاء ضمن ما سُمّي بمعارك إسناد غزة، ثاني أهم شخصية بعد زعيم العصابة عبدالملك الحوثي، ما جعل مقتله بمثابة زلزال داخل هرم القيادة.
وسارعت الجماعة لتعيين اللواء يوسف المداني خلفًا له، في محاولة لاحتواء الصدمة وطمأنة أنصارها، إلا أن مؤشرات التفكك والارتباك بدت واضحة في صفوفها، وفق التحليل الأمريكي.
وأشار تقرير الحرة إلى أن الضغوط الداخلية والخارجية، العسكرية والاقتصادية، تجعل مليشيا الحوثي تواجه أخطر لحظاتها منذ تأسيسها، مرجحًا أن تمر بخمس مراحل متدرجة نحو الانحلال، تبدأ من الفراغ القيادي ولا تنتهي إلا بتسوية سياسية مفروضة دولياً.
وفيما يلي أبرز السيناريوهات التي طرحها الموقع:
فراغ القيادة
وقال التقرير أن عبدالملك الحوثي يمثل حجر الزاوية في الجماعة، وأن أي غياب مفاجئ له أو اهتزاز في مركزه قد يفجر صراعات داخل الأسرة الحوثية وبين القادة العسكريين والمشرفين الأمنيين، مما يهدد تماسك الجماعة من الداخل.
صدمة عسكرية مركّزة
التحليل أشار إلى أن ضربات جوية متزامنة تستهدف معاقل الحوثيين في صعدة ونِهْم يمكن أن تُحدث انهياراً تدريجياً في منظومتهم العسكرية، خصوصاً إذا تزامنت مع غياب القيادة وتفكك الولاءات.
تمرد داخلي أو قبلي
ولفت التقرير إلى أن التوترات المتزايدة بين قادة الميدان والمشرفين الأمنيين، إلى جانب احتقان الولاءات القبلية، قد تتحول إلى صراع مسلح داخلي في حال ضعف القيادة المركزية أو فقدانها السيطرة على الموارد والنفوذ.
الإنهاك الاقتصادي والاجتماعي
وكشف الموقع عن انهيار متسارع للحاضنة الاجتماعية للجماعة، بفعل توقف الرواتب وانهيار الخدمات العامة وارتفاع معدلات الفقر والتضخم، مؤكداً أن استمرار الأزمة الاقتصادية سيؤدي إلى تآكل شرعية الحوثيين داخلياً حتى داخل مناطق سيطرتهم.
انتقال مُدار عبر تسوية سياسية
ووصف التقرير هذا السيناريو بأنه الأكثر واقعية والأقل تكلفة، ويقضي بدمج الجماعة تدريجياً في مؤسسات الدولة تحت إشراف دولي وإقليمي، مقابل ضمانات سياسية واقتصادية ونزع سلاحها الثقيل.
لكن التقرير شدد على أن هذا المسار يتطلب إرادة دولية وثقة مفقودة حالياً بين الأطراف اليمنية.
و بحسب التحليل الأمريكي، فإن ميليشيا الحوثي تعتمد على منظومة معقدة من الولاءات القبلية والأمنية التي تمسك بمفاصل القوة والتمويل داخل الجماعة، إلا أن تلك الشبكة بدأت تتعرض لتصدع متسارع، خاصة مع اشتداد الضغوط العسكرية والخارجية وتزايد السخط الشعبي في مناطق سيطرتها.