في مشهدٍ يلخص مأساة اليمنيين تحت حكم المليشيا الحوثية، اصطفت عشرات الأسر المنهكة ظهر اليوم أمام أحد المطاعم في شارع 14 أكتوبر بالعاصمة صنعاء، في طابور طويل من الجوعى، ينتظرون دورهم للحصول على وجبة طعام مجانية يسديها صاحب المطعم، في محاولة بسيطة لتخفيف معاناة الجوع والفقر التي تخنق المدينة.
الصورة التي نشرها الصحفي فارس الحميري، أظهرت رجالًا ونساءً وأطفالًا يقفون بملامح أنهكها الجوع والخذلان، وقد تحوّل البحث عن وجبة واحدة إلى كفاح يومي من أجل البقاء، في مدينة كانت يومًا تعج بالحياة، قبل أن تُغلق المليشيا الحوثية أبواب الأمل فيها وتفتح أبواب المعاناة.
وأشار الحميري إلى أن المشهد أصبح عادة يومية أمام المطاعم في صنعاء، حيث يتزاحم المواطنون أملاً في لقمة تسد الرمق، أو بقايا طعام يحملها أحدهم إلى أطفاله الذين ينتظرون في البيوت الخاوية.
وتعكس الصورة، وفق مراقبين، الانهيار المعيشي والاقتصادي المتسارع في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، التي حوّلت العاصمة إلى بؤرة للجوع والفقر رغم تدفق مليارات الريالات من الإيرادات العامة. فبينما تكدس قيادات المليشيا الأموال والعقارات، يعيش غالبية السكان تحت خط الفقر، وسط انعدام فرص العمل وارتفاع الأسعار وانقطاع الرواتب منذ سنوات.
ويصف ناشطون هذه الطوابير بـ"صفوف الكرامة المهدورة"، مؤكدين أن الجوع لم يعد حالة استثنائية في صنعاء، بل أصبح مظهراً دائماً من مظاهر الانهيار الإنساني، نتيجة سياسات الجباية والنهب التي تمارسها المليشيا بحق المواطنين والموظفين.
