وسط معاناة متفاقمة يعيشها سكان العاصمة المؤقتة عدن نتيجة الانقطاعات الطويلة للكهرباء والتدهور المستمر في البنية التحتية لقطاع الطاقة، تلوح في الأفق بوادر أمل مع إعلان روسيا عن خطوات عملية لتطوير محطة "الحسوة" الكهروحرارية، التي تُعد شريان الطاقة الرئيسي للمدينة الساحلية.
وأعلن السفير الروسي لدى اليمن، يفغيني كودروف، عن تبادل الوثائق الهندسية بين موسكو والحكومة اليمنية، في إطار العمل على تطوير التعاون الثنائي لتأهيل محطة "الحسوة" الواقعة في مديرية البريقة بمحافظة عدن.
وقال كودروف في مقابلة مع وكالة "نوفوستي" الروسية، إن محطة "الحسوة" ما تزال تمثل "إحدى الركائز الأساسية للبنية التحتية للطاقة في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً"، مشيراً إلى أن الخبراء الروس واليمنيين يعملون على إعداد خطة فنية مشتركة لتحديث المحطة وتحسين كفاءتها التشغيلية.
وأضاف السفير: "الوزارات المختصة في البلدين تدرك تماماً أهمية هذه المنشأة الحيوية، ومن ثم يجري العمل التحليلي على مستوى الخبراء لتبادل الوثائق الهندسية ودراسة أفضل السبل لتأهيل المحطة وتوسيع قدرتها الإنتاجية".
وأوضح كودروف أن مسائل الاستثمار ما تزال قيد الدراسة بين الوزارات والهيئات المختصة في روسيا واليمن، ضمن أعمال اللجنة الحكومية الروسية اليمنية المشتركة، التي تبحث مجالات التعاون في الطاقة والبنية التحتية والنقل.
ويرى مراقبون أن التحركات الروسية تأتي في توقيت حساس بالنسبة لعدن، التي تعاني من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي تجاوزت في بعض المناطق 10 ساعات يومياً، ما فاقم من معاناة السكان في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانهيار الخدمات الأساسية.
وفي سياق متصل، كشف السفير الروسي أن أكثر من 20 طالباً يمنياً التحقوا هذا العام بالجامعات الروسية ضمن برنامج المنح الدراسية المجانية، في تخصصات الطاقة والهندسة، وهو ما يُعد جزءاً من دعم موسكو لتنمية القدرات اليمنية في هذا المجال الحيوي.
وأكد كودروف أن روسيا تدرك حجم التحديات التي يواجهها اليمن في قطاع الطاقة، مشيراً إلى أن موسكو من كبار مصدّري الحبوب والطاقة عالمياً، وأنها تسعى للمساهمة في استقرار الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في البلاد.
وبحسب السفير، تجاوز عدد سكان اليمن 40 مليون نسمة، 17 مليوناً منهم بحاجة إلى الغذاء والمياه، فيما يعاني أكثر من 4 ملايين شخص من الجوع في المناطق الخاضعة للحكومة اليمنية.
وبينما تبقى الكهرباء أحد أبرز أوجه المعاناة في عدن، فإن أي خطوات عملية لإعادة تشغيل وتحديث محطة "الحسوة" قد تمثل انفراجة حقيقية لسكان المدينة الذين أنهكتهم سنوات من الظلام والمعاناة.