وصل وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن محمد الداعري صباح اليوم إلى مدينة تعز قادماً من العاصمة عدن، في زيارة وُصفت بأنها ذات دلالات استراتيجية، تؤكد حضور الدولة ومؤسساتها في واحدة من أكثر المدن صموداً في وجه ميليشيا الحوثي منذ اندلاع الحرب قبل نحو عقد.
وجاءت الزيارة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث كان في استقبال الوزير قيادات المنطقة العسكرية الرابعة والمحور العسكري في تعز، وعدد من المسؤولين المحليين والقيادات الأمنية والمدنية، يتقدمهم محافظ تعز نبيل شمسان، وذلك قبل أن يتوجه إلى شارع جمال عبد الناصر وسط المدينة لحضور عرض عسكري مهيب شاركت فيه وحدات من الجيش الوطني والأمن العام وقوات الشرطة العسكرية.
وشهد العرض العسكري استعراضاً ميدانياً للوحدات النظامية، عُرضت خلاله عربات مدرعة وآليات عسكرية حديثة، كما تخلله استعراض رايات الألوية العسكرية المشاركة في جبهات القتال ضد ميليشيا الحوثي.
وخلال الفعالية، ألقى الفريق الركن الداعري كلمةً مؤثرة حيّا فيها أبناء تعز ووصفهم بأنهم "رمز الصمود الوطني"، مشيداً بتضحياتهم في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن، مؤكداً أن "القوات المسلحة ستواصل أداء واجبها في حماية الشعب واستعادة مؤسسات الدولة".
وقال الوزير إن زيارته إلى تعز تأتي "تجسيداً لاهتمام القيادة السياسية والعسكرية العليا بالمدينة التي كانت وما تزال عنواناً للتضحيات والبطولة"، مضيفاً أن الحكومة ماضية في إعادة بناء القوات المسلحة وفق أسس وطنية ومهنية بعيداً عن الولاءات الضيقة.
من جانبه، أكد محافظ تعز نبيل شمسان، في كلمة ألقاها خلال العرض، أن حضور وزير الدفاع إلى المدينة يمثل "رسالة واضحة بأن تعز جزء لا يتجزأ من مشروع الدولة الاتحادية"، مشيراً إلى أن الحكومة الشرعية ستواصل دعمها للمحافظة في مختلف المجالات.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى لوزير الدفاع اليمني إلى تعز منذ أكثر من عامين، ما يمنحها بعداً سياسياً وأمنياً في ظل المساعي الحكومية لإعادة تثبيت حضور الدولة في المدن المحررة، وإعادة بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية تمهيداً لأي تسوية سياسية شاملة.