آخر تحديث :الخميس-02 أكتوبر 2025-11:11م
منوعات

رصد كوكب هائم يبتلع 6 مليارات طن من الغاز والغبار في الثانية

رصد كوكب هائم يبتلع 6 مليارات طن من الغاز والغبار في الثانية
الخميس - 02 أكتوبر 2025 - 09:26 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - إرم نيوز

رُصد كوكب هائم في طور التكوّن يبتلع 6 مليارات طن من الغاز والغبار في الثانية، في عملية نمو هائلة "تزيل الفوارق" التقليدية بين الكواكب والنجوم، وفق ما أعلن العلماء.


وعلى عكس الأرض، والمريخ، والمشتري، التي تدور حول الشمس، يهيم هذا الكوكب بحرية في الفضاء دون أن يكون مرتبطًا بأي نجم.


ويعتقد العلماء بوجود تريليونات من هذه الكواكب في مجرّة درب التبانة وحدها، وبأعداد لا تُحصى في أرجاء الكون.


وفي حديث لوكالة "فرانس برس"، أوضح ألكسندر شولتز، عالم الفلك في جامعة سانت أندروز في المملكة المتحدة والمشارك في إعداد دراسة نُشرت، الخميس، في مجلة "ذي أستروفيزيكل جورنال ليترز"، أنّ هذه الأجرام التي يصعب رصدها تُثير اهتمام العلماء لأنها "ليست كواكب ولا نجومًا بالمعنى الدقيق للكلمة".


وأضاف: "لا يزال أصلها مسألة مفتوحة، فهل هي أجرام ذات كتلة صغيرة تشكّلت كحال النجوم، أم كواكب عملاقة طُردت من أنظمتها الشمسية؟".


وبفضل رصد بالتلسكوب الكبير جدًا (VLT) التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي في تشيلي، إلى جانب بيانات تلسكوب جيمس ويب الفضائي، لاحظ شولتز وزملاؤه النمو المتسارع لأحد هذه الكواكب.


وقالت بيليندا داميان، الباحثة في جامعة سانت أندروز والمشاركة في إعداد الدراسة، إنّ ما اكتُشف "يزيل الفوارق التقليدية بين النجوم والكواكب".


الكوكب المسمّى "تشا 1107-7626" يقع على بُعد نحو 620 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة الحرباء، وتبلغ كتلته ما بين 5 إلى 10 مرات كتلة المشتري.


وأوضح شولتز أن هذا الكوكب، البالغ عمره بين مليون ومليوني سنة، لا يزال في مراحله الأولى ويتغذى على قرص من الغاز والغبار يحيط به.


وفي أغسطس الماضي، رصد العلماء ابتلاعه للمادة بمعدل مذهل بلغ 6 مليارات طن في الثانية، أي أسرع بثماني مرات من الأشهر السابقة.



واعتبر فيكتور ألمندروس آباد، عالم الفلك في مرصد باليرمو في إيطاليا، أنّ "هذا هو أشد معدل تراكم يُرصد على الإطلاق لجسم ذي كتلة كوكب".


كما أظهرت المقارنات بين الضوء المنبعث قبل هذه المرحلة وخلالها أنّ النشاط المغناطيسي للكوكب ربما ساهم في هذه الظاهرة، وهو أمر لم يُشاهد من قبل سوى لدى النجوم.


كذلك تغيّرت التركيبة الكيميائية للقرص المحيط بالكوكب خلال هذه المرحلة، حيث رُصد بخار ماء أثناء التراكم، بينما لم يكن موجودًا قبله، وهي ظاهرة معروفة لدى النجوم ولم تُسجَّل من قبل عند الكواكب.


وجاء في بيان صادر عن باحثي جامعة جونز هوبكنز المشاركين في الدراسة: "تُظهر اكتشافاتنا أنّ بعض الأجرام الشبيهة بالكواكب العملاقة تتشكل بالطريقة نفسها التي تتشكل بها النجوم من سحب الغاز والغبار، وتمرّ بمراحل نمو مشابهة لمراحل النجوم حديثة الولادة".


واعتبرت الباحثة أميليا بايو، المشاركة في الدراسة، أنّ "تصرف" كوكب وكأنه نجم أمر مدهش ويفتح الباب للتساؤل حول طبيعة العوالم الأخرى في مراحل تشكّلها الأولى.