تشير التقارير الأخيرة إلى أنّ نظام الملالي في طهران بدأ مجدّدًا تشغيل مراكزه النوويّة وتوسيع أنشطته الحسّاسة، في خطوة أثارت قلقًا واسعًا داخل المجتمع الدولي. فالنظام، المحاصر داخليًا والمرفوض شعبيًا، يلجأ إلى الملف النووي كأداة ابتزاز في مواجهة الضغوط المتزايدة.
بالتزامن مع ذلك، شهدت نيويورك في ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٥ تظاهرة كبرى نظمها آلاف الإيرانيين وأنصار المقاومة الإيرانية أمام مقر الأمم المتحدة، رفضًا لسياسات النظام وتنديدًا بمشروعه النووي. التظاهرة، التي شارك فيها مواطنون من مختلف الولايات الأمريكية، رفعت شعارًا واضحًا: لا للقنبلة النووية، نعم لجمهوريّة حرّة ديمقراطية.
في هذه المناسبة، بعثت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، رسالة إلى المتظاهرين وإلى المجتمع الدولي. وقالت: «بحضوركم القوي أمام الأمم المتحدة، يرى العالم أنّكم أنتم الممثلون الشرعيون للشعب الإيراني، لا رئيس النظام التابع لولي الفقيه الذي أعدم أكثر من ١٨٠٠ شخص في أربعة عشر شهرًا فقط. رسالتنا بسيطة: سيادة الشعب، جمهوريّة الشعب. لا نريد ملالي ولا إبن الشاه».
رجوي شدّدت على أنّ المقاومة الإيرانية هي التي كشفت قبل أكثر من عقدين المواقع النووية السرّية للنظام، مؤكّدة أنّ مشروع الملالي النووي لا ينفصل عن سياسة القمع الداخلي وتصدير الإرهاب.
أصوات داعمة من شخصيات أمريكية
شارك في التجمّع عدد من الشخصيات الأمريكية، بينهم القاضي مايكل موكاسي، السفير مارك غينسبرغ، وعضو الكونغرس السابق تيد بو.
• موكاسي أكّد أنّ رئيس النظام ليس ممثّلًا للشعب، مشددًا على أنّ خطة النقاط العشر لمريم رجوي تمثل البديل الديمقراطي الواقعي.
• غينسبرغ اعتبر أنّ النظام غير قابل للإصلاح ودعا إلى تفعيل آلية "سناب باك" لإعادة العقوبات الدولية، مشيدًا بدور المقاومة في فضح أنشطة طهران السرّية.
• تيد بو أشار إلى أنّ نضال الشعب الإيراني يشبه كفاح الأمريكيين من أجل الاستقلال، مؤكّدًا أنّ «لا ملا ولا إبن الشاه» هو التعبير الحقيقي عن إرادة الإيرانيين.
رسالة المقاومة إلى العالم
إنّ إعادة تشغيل المراكز النوويّة ليست مجرّد خطوة تقنية بل سلوك سياسي هدفه إطالة عمر نظام مأزوم. لكنّ مظاهرة نيويورك، امتدادًا لحراك بروكسل، أثبتت أنّ الشعب الإيراني ومعه مقاومته المنظّمة هو البديل الشرعي الوحيد.
اليوم يقف المجتمع الدولي أمام خيار واضح: إمّا الرضوخ لابتزاز نووي من نظام دموي، أو دعم تطلعات الإيرانيين نحو جمهورية حرّة ديمقراطية تنهي عهد الملالي وتفتح باب السلام والاستقرار.