في تطور لافت بقضية اغتيال إفتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين في تعز، سلّم محمد سعيد المخلافي—شقيق القيادي البارز في حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) حمود سعيد المخلافي—نفسه إلى شرطة تعز مساء الأربعاء، وذلك عقب انتشار تسجيل مرئي صادم أدلى به القاتل الرئيسي قبل مقتله، متهمًا إياه بـالتحريض وتقديم وعود بالحماية.
وقالت مصادر أمنية إن القيادي في اللواء 170 دفاع جوي، محمد سعيد المخلافي، بادر إلى تسليم نفسه طوعًا بعد أن ظهر اسمه في مقطع فيديو سجله المتهم الرئيس محمد صادق المخلافي قبيل مقتله خلال اشتباكات مع الحملة الأمنية قبل يومين.
وفي التسجيل، الذي جرى تداوله على نطاق واسع، اعترف القاتل بتنفيذ عملية اغتيال المشهري، وأشار بوضوح إلى أن محمد سعيد المخلافي “حرّضه على الجريمة” ووعده بـ“حماية خاصة” في حال نجاحه.
وأكدت تصريحات أمنية تسلّم محمد سعيد المخلافي نفسه، موضحة أنه يخضع حاليًا للتحقيق في ما نسب إليه من اتهامات بعد ظهور اسمه في اعترافات القاتل. وأكدت الأجهزة الأمنية أنها ستتعامل مع القضية “وفق الإجراءات القانونية وبشفافية كاملة”، متعهدة بإطلاع الرأي العام على المستجدات.
وتأتي هذه التطورات بعد أسبوع من اغتيال المشهري في شارع “جولة سنان” وسط مدينة تعز، وهي الجريمة التي أثارت غضبًا واسعًا وأطلقت حملة أمنية موسعة لتعقب المتورطين.
وكانت الحملة قد أسفرت عن مقتل القاتل الرئيسي محمد صادق المخلافي أثناء مقاومته القوات الأمنية، إضافة إلى اعتقال عدد من المتهمين الآخرين.
يرى مراقبون أن تسليم محمد سعيد المخلافي نفسه قد يفتح الباب على مزيد من المفاجآت في مسار التحقيقات، خاصة في ظل اتهامات متكررة لقادة عسكريين محسوبين على حزب الإصلاح بالتورط في التغطية على جرائم الاغتيال وإدامة الفوضى الأمنية في المدينة التي تحررت من الحوثيين قبل سنوات لكنها ما تزال تعاني نفوذ جماعات مسلحة وفوضى أمنية.
وتؤكد مصادر أمنية أن التحقيقات الجارية ستشمل جميع الأسماء التي وردت في التسجيل المرئي، مع تعهدات رسمية بملاحقة أي متورط أو متستر، في خطوة قد تُعدّ الأكبر منذ بدء الحملة الأمنية التي أطلقتها السلطات لإعادة الاستقرار إلى تعز.