آخر تحديث :الخميس-25 سبتمبر 2025-01:54ص

بين تعز والجنوب.. الإخوان رأس الفتنة

الخميس - 25 سبتمبر 2025 - الساعة 12:36 ص

ياسر اليافعي
بقلم: ياسر اليافعي
- ارشيف الكاتب


من الحقائق التي ينبغي على أبناء تعز إدراكها أن حالة الاحتقان المصطنعة بينهم وبين الجنوبيين لم تكن موجودة من قبل، بل صنعتها أدوات الإخوان ونشطاؤهم الإعلاميون. هذه الحالة بدأت مع ما سُمّي بثورات "الربيع العربي"، حين تبنّى نشطاء حزب الإصلاح في تعز خطابًا معاديًا للجنوب، رافضين الاعتراف بالحراك الجنوبي ومحاولين ضمه قسرًا إلى "ثورة توكل". وبعد 2015 كان هؤلاء أنفسهم في مقدمة الصفوف المحرّضة ضد القوات الجنوبية والمجلس الانتقالي، بل وصل الأمر إلى الدفاع عن الإرهاب وتبريره والتشفي بضحاياه.


ما أقوله ليس ادعاءً؛ فتعز وعدن بينهما تداخل جغرافي وسكاني وتاريخي لا يمكن لأحد إنكاره، وكان المطلوب هو تفهم قضية الجنوب لا نصب العداء له خدمةً لمشروع الإخوان المسلمين في المنطقة. لكن الواقع أن أبرز القنوات التي تهاجم الجنوب يسيطر عليها كوادر من تعز، والمنصات الإخوانية التي تبرر الإرهاب وتسيء للقوات الجنوبية يديرها أشخاص من تعز، وحتى كثير من النشطاء المسيئين على مواقع التواصل خرجوا من عباءة المعاهد العلمية وجماعات حزب الإصلاح.


تعز لا يمثلها هؤلاء؛ فالكثير من أبنائها الذين يعملون في الشركات الخاصة والمحلات التجارية وهم بعيدون عن السياسة، تجد عندهم من الأخلاق والطيبة والثقافة ما يعكس وجه تعز الحقيقي، لكن المؤسف صوتهم ضعيف وسط هذه الفوضى والبلطجة.


حزب الإصلاح أساء لتعز وشوّه علاقتها بجميع القوى السياسية في الداخل والخارج بهدف اختطافها، وحان الوقت أن تعود تعز إلى وجهها الحقيقي: مدينة متصالحة مع نفسها ومع جيرانها، تُحكم بثقافة التسامح لا بمشاريع حزبية تستغل القضايا الوطنية والدين لصالح جماعة أو أفراد.


#ياسر_اليافعي