أكد الصحفي أنس الخليدي أن عملية اعتقال القيادي الاخواني بكر سرحان أمس الثلاثاء، ثم تصفية محمد صادق المخلافي – المنفذ الرئيس لجريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين في تعز، افتهان المشهري – يكشفان بوضوح طبيعة المنظومة التي تحكم المشهد في محافظة تعز، والتي لا تجيد فقط القتل بل تتقن أيضًا إخفاء الأدلة وتمييع القضايا.
وقال الخليدي في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، إن حزب الإصلاح في تعز أثبت بالوقائع أنه يعمل وفق آلية واحدة: القتل، ثم الطمس، ثم إغلاق الملفات.
واستدل بقضية اغتيال العميد الركن عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، حيث أُخفيت – بحسب قوله – نحو 500 دليل من ملف القضية في نيابة عدن.
وأضاف أن المنظومة ذاتها سارعت لتصفية القيادي الإصلاحي ضياء الأهدل بعد أن ظهر خيط واضح يشير إلى ضلوعه، في محاولة لإغلاق ملفه نهائيًا، تاركة نجله يطارد عدالة ضائعة "في فراغ بلا نصير ولا سند".
وبالعودة إلى قضية اغتيال "المشهري"، شدّد الخليدي على أن التسجيل المصور الذي سجله القاتل محمد صادق قبل تصفيته يمثل حجر الزاوية لفهم طبيعة الجريمة وسياقها، لأنه تضمّن اعترافات صريحة بأسماء الممولين والداعمين.
وأوضح أن هذا الاعتراف، من الناحية القانونية، لا يسقط بغياب القاتل بل يتحول إلى دليل مستقل وملزم، يفرض التحقيق مع جميع الأسماء الواردة فيه ليس كمجرد مشتبهين بل كفاعلين أصليين وشركاء مباشرين في الجريمة.
وأكد الخليدي أن متابعة تفاصيل التنفيذ تكشف أن اغتيال "المشهري" لم يكن عملاً فردياً، بل جريمة منظمة مركّبة شملت التحريض والتمويل والتخطيط والتنفيذ وأخيراً طمس الأدلة عبر تصفية المنفذ نفسه.
واعتبر أن ما قاله مساعد مدير الأمن نبيل الكدهي بشأن إصابة اللجنة الأمنية للقاتل ثم مقتله، يؤكد رواية الشهود والمواطنين بأن محمد صادق أُصيب وسقط بجانب سور المدرسة قبل أن يُجهز عليه لاحقاً، مشيراً إلى أن صورته بعد مقتله – والإصابة الواضحة في فخذه – كانت كافية لإثبات أنه فقد القدرة على المقاومة أو الهرب، ما يجعل قتله قرار تصفية متعمد لإعدام الدليل الحي وصندوق الحقيقة الوحيد.
وختم الخليدي بالقول إن ما جرى يعيد إلى الأذهان نهجاً ممنهجاً لحماية الجريمة بالصمت والتواطؤ، مؤكداً أن المنظومة التي يديرها حزب الإصلاح في تعز تكرّس سياسة الإفلات من العقاب وتغلق كل أبواب العدالة أمام الضحايا وذويهم.