تواصلت الاحتجاجات وموجة الغضب العارمة في مدينة تعز على خلفية اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين افتهان المشهري، وسط اتهامات لنافذين في السلطة المحلية بالتورط أو التشفّي من الجريمة البشعة التي هزت الرأي العام أمس الخميس.
وكشف الناشط السياسي هاني الجنيد، نقلاً عن مصدر وصفه بالموثوق، أن وكيل محافظة تعز عارف جامل حضر إلى المستشفى بعد مقتل افتهان المشهري وهو "مبتسم ومتشفي"، في وقت كان فيه أهالي الضحية وذووها يعيشون صدمة الفاجعة.
وقال الجنيد إن جامل وأسرته كانوا يسيطرون على صندوق النظافة في تعز قبل أن تتولى افتهان المشهري إدارته، حيث "كانوا يستنزفون أموال الصندوق لمصالحهم الخاصة دون رقيب أو حسيب"، مشيراً إلى أن الشهيدة هي الوحيدة التي وقفت في وجههم وأغلقت حنفية النهب.
وأضاف: "لا أستبعد أن يكون لعارف جامل يد في عملية الاغتيال، ونطالب بإقالته والتحقيق معه فوراً".
الناشط جياز الصليحي علّق على منشور الجنيد مؤكداً حضوره لحظة دخول جامل المستشفى قائلاً: "والله جاء وأنا موجود والناس مفزوعين وهو لا بحس، راحت واحدة تبكي لعنده ولا عبرها".
أما الناشط عادل البرطي، فقد وصف جامل بأنه "مجرم وحقير وخادم رخيص للإخوان منذ سنوات"، متهماً إياه بالعمل كأداة بيد حزب الإصلاح الذي يفرض سيطرته الأمنية والعسكرية والإدارية على مدينة تعز.
ويأتي هذا الجدل في وقت ما تزال فيه أصابع الاتهام تتجه إلى قيادات ومسلحين تابعين للواء 170 دفاع جوي الموالي لحزب الإصلاح، الذين تورطوا في تنفيذ عملية الاغتيال الوحشية التي أودت بحياة افتهان المشهري صباح الخميس، برصاص كثيف اخترق جسدها وهي في طريقها إلى عملها.
وتصاعدت المطالب الشعبية بفتح تحقيق شفاف ومستقل في الجريمة، وعدم التستر على أي متورط مهما كان منصبه، في ظل حالة احتقان شعبي غير مسبوق تشهده مدينة تعز.