لم يكن المسافرون بين شبوة والمكلا يتوقعون أن تتحول رحلتهم اليومية إلى ساعات طويلة من الانتظار القسري وسط الطبيعة الموحشة، بعدما باغتتهم السيول الجارفة التي قطعت الطريق الدولي الرابط بين المدينتين، لتحول بين الناس وأعمالهم وأسرهم، وتترك خلفها مشاهد مأساوية تختلط فيها قسوة الطبيعة بقلق العابرين.
وقالت مصادر محلية إن السيول العنيفة اجتاحت اليوم الطريق الدولي، متسببة في إلحاق أضرار كبيرة بالجسر الرابط بين شبوة والمكلا في منطقة جلعة قرب منشأة بلحاف، ما أدى إلى توقف حركة المرور بشكل كامل. وأوضحت المصادر أن الانقطاع المفاجئ للطريق أدى إلى عرقلة حركة المركبات وتعطيل تنقل المسافرين من وإلى مدينتي شبوة والمكلا، إضافة إلى الطريق الواصل إلى عدن.
وأفاد سكان المنطقة أن السيول غمرت مساحات واسعة على طول الطريق، خاصة في منطقة جلعة والمناطق المجاورة، حيث ارتفع منسوب المياه بشكل حال دون عبور المركبات. واضطر العشرات من المسافرين وسائقي الشاحنات إلى الانتظار لساعات طويلة على جانبي الطريق، وسط مخاوف من استمرار انهمار الأمطار وارتفاع السيول.
وتشهد مناطق جنوب شرقي اليمن منذ أيام أمطاراً غزيرة أدت إلى تشكل سيول جارفة ألحقت أضراراً بممتلكات عامة وخاصة، وأثّرت على البنية التحتية، فيما عبّر مواطنون عن خشيتهم من تكرار هذه المشاهد في ظل غياب مشاريع تصريف المياه وإصلاح الطرق.
ويُعد الطريق الدولي الرابط بين شبوة والمكلا شرياناً حيوياً للتجارة وحركة التنقل، حيث يستخدمه يومياً مئات المسافرين إلى جانب الشاحنات التي تنقل البضائع والمواد الأساسية، ما يجعل توقفه أزمة خانقة تهدد بإرباك الحركة التجارية والاقتصادية في المنطقة.
في الوقت ذاته، ناشد الأهالي والناشطون السلطات المحلية سرعة التدخل لإعادة فتح الطريق وإصلاح الجسر المتضرر، وتوفير بدائل عاجلة تضمن سلامة العابرين، محذرين من أن استمرار الانقطاع سيضاعف من معاناة السكان ويؤثر على إمدادات السلع الأساسية إلى مدن الجنوب الشرقي.