حذّر إحسان خورشيدي، عضو غرفة التجارة الإيرانية، من أنّ تفعيل «آلية الزناد» التي يتوقع أن تدخل حيّز التنفيذ خلال أيام، ستكون عواقبها الاقتصادية «أشدّ مئات المرات من حرب استمرت 12 يوماً»، مؤكداً أنّ ما تبقى من اقتصاد البلاد سيتعرض للانهيار الكامل.
هذا التصريح يعكس حالة الذعر داخل أروقة النظام الإيراني أمام الاستحقاقات الدولية المقبلة، في ظل عجزه عن تلبية شروط المجتمع الدولي فيما يخص الملف النووي، وفي وقت تتزايد فيه عزلة طهران يوماً بعد يوم.
لكن المراقبين يرون أنّ ما يخيف النظام أكثر من العقوبات والقرارات الدولية هو الغليان الداخلي المتصاعد. فالأزمات المعيشية غير المسبوقة، من انقطاع المياه والكهرباء إلى ارتفاع الأسعار والبطالة، دفعت المواطنين في مختلف المدن إلى ترديد شعار إسقاط النظام، رغم القمع الدموي والإعدامات الجماعية.
المحللون يؤكدون أنّ النظام الذي يعتمد منذ أكثر من أربعة عقود على ركيزتين ـ القمع في الداخل وتصدير الإرهاب في الخارج ـ يجد نفسه اليوم أمام مأزق تاريخي: القمع لم يعد قادراً على إخماد نيران الغضب الشعبي، والتدخلات الخارجية باتت مكلفة وغير قادرة على إنقاذه من السقوط.
وفي هذا السياق، يستعد آلاف الإيرانيين في الولايات المتحدة لتنظيم تظاهرة كبرى في نيويورك يومي 23 و24 سبتمبر الجاري أمام مقر الأمم المتحدة، تزامناً مع اجتماعات الجمعية العامة. هذه التظاهرة، التي تُعدّ الأكبر للجالية الإيرانية في أميركا، تهدف إلى توجيه رسالة واضحة للعالم: لا لمشروع الملالي النووي، لا للقمع والإعدامات، نعم للتغيير الديمقراطي بقيادة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة.
المراقبون يرون أنّ هذه التحركات الشعبية في الداخل والخارج تمثل «الحل الثالث» الذي تطرحه المقاومة الإيرانية: لا للتدخل العسكري ولا للمساومة مع النظام، بل التغيير على يد الشعب نفسه. وبحسب تعبيرهم، فإنّ نهاية هذا النظام لن تأتي بصواريخ أو عقوبات وحدها، بل عبر الإرادة الشعبية المتزايدة التي لم تعد تخشى القمع ولا الاستبداد.