سيعرض الإيرانيون الأحرار، أنصار المقاومة المنظمة، مرة أخرى قوتهم وعزيمتهم لتغيير نظام ولاية الفقيه. في 23 و 24 سبتمبر، ستشهد شوارع نيويورك، العاصمة السياسية للعالم، مظاهرة حاشدة ترسل رسالة واضحة وحازمة إلى العالم: الشعب الإيراني يريد الحرية والنظام الحاكم لا يتمتع بالشرعية. هذه المظاهرة هي امتداد طبيعي وقوي للحركات الاحتجاجية والمنظمة التي بلغت ذروتها سابقًا في بروكسل، العاصمة الأوروبية، وحققت إنجازات كبيرة في دعم المقاومة الإيرانية والاحتفال بالذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية.
إن مظاهرة نيويورك، تتجاوز كونها مجرد تجمع، فهي رمز لإرادة أمة في تقرير مصيرها. في الوقت الذي يواجه فيه نظام ولاية الفقيه أزمات داخلية وإقليمية عميقة، ويسعى إلى صرف الانتباه عن ضعفه وعدم كفاءته من خلال إثارة الحروب وتصدير الإرهاب، ستكون هذه المظاهرة بمثابة ضربة قاصمة لكيانه المتهاوي. وكما أعلنت المقاومة الإيرانية مرارًا، فإن الحروب الإقليمية للنظام هي استمرار للحرب ضد الشعب الإيراني، والسبيل الوحيد لإنهاء حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة هو الإطاحة الكاملة بهذا النظام.
أحد الأهداف الرئيسية لهذه الحركة الكبرى هو فضح الطبيعة الحقيقية لرموز النظام ومنع تطبيع العلاقات معهم. إن ممثلي النظام، بمن فيهم أفراد مثل بزشکیان، لا يمتلكون أي شرعية لتمثيل الشعب الإيراني. إن مواقف النظام المخزية في المحافل الدولية، مثل التصويت السلبي في جلسة مجلس الأمن على مشروع "الدولتين" لحل النزاع الفلسطيني، تظهر بوضوح أن هذا النظام لا يتعارض مع الشعب الإيراني فحسب، بل يتعارض مع الأهداف الإنسانية والعادلة. إن الوقوف إلى جانب إسرائيل والتصويت السلبي على خطة الدولتين هو مؤشر واضح على عداء النظام للشعب الفلسطيني ومحاولة استغلال هذا الموضوع لأغراضه الحربية. هذه المواقف تؤكد أن نظام ولاية الفقيه ليس عدوًا للشعب الإيراني فحسب، بل هو معرقل للسلام والأمن في المنطقة والعالم.
إن معاقل التمرد داخل إيران، العمود الفقري للانتفاضة الشعبية، تتقوى بالإلهام من مثل هذه التحركات وتواصل نضالها. هذه المعاقل هي عامل ربط الاحتجاجات المتفرقة وضرب مراكز القمع التابعة للنظام، وتضرب الرعب في قلوب الطغاة كل يوم بأعمالها. رسالة المقاومة الإيرانية واضحة: لا حرب ولا مساومة، بل تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة المنظمة. إن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بقيادة السيدة مريم رجوي، هو البديل الديمقراطي والمشروع الوحيد ببرنامج محدد لغد ما بعد الإطاحة؛ برنامج يضمن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لجميع الإيرانيين.
تعتبر هذه المظاهرة في نيويورك فرصة للعالم ليسمع صوت الشعب الإيراني مرة أخرى وألا يبقى صامتًا أمام ظلم نظام ولاية الفقيه وقمعها. إن الوطنية الحقيقية لا تتحقق بالتدخل الأجنبي ولا بالديكتاتورية، بل بالاستقلال والحرية وسيادة الشعب. هذا التجمع الكبير سيكون صفعة أخرى على وجه النظام الإيراني ويحقق نصرًا كبيرًا آخر في طريق الإطاحة به. يجب على العالم أن يدرك أن الشعب الإيراني عازم على التغيير ولا يمكن لأي قوة أن تمنع تحقيق تطلعاته للحرية. لقد حان الوقت للوقوف جنبًا إلى جنب مع الشعب الإيراني ضد هذا النظام الإجرامي وإزالته من الساحة السياسية.