آخر تحديث :الإثنين-15 سبتمبر 2025-09:58م
عربي ودولي

جون بيركو يؤكد في بروكسل: المقاومة الإيرانية هي البديل الديمقراطي الوحيد

جون بيركو يؤكد في بروكسل: المقاومة الإيرانية هي البديل الديمقراطي الوحيد
الإثنين - 15 سبتمبر 2025 - 07:00 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن

اكتسبت مظاهرة “إيران الحرة” الكبرى في بروكسل، التي أقيمت بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، بُعدًا جديدًا بحضور ومشاركة شخصيات دولية بارزة. ومن بين هذه الأصوات، كان لخطاب جون بيركو، الرئيس السابق لمجلس العموم البريطاني، مكانة خاصة؛ حيث أكد بصراحة وبلاغة نادرة على ضرورة وجود بديل ديمقراطي لإيران، وتحدى سياسة استرضاء الديكتاتورية الدينية.


نقد القمع وكشف الضعف الهيكلي للنظام

استهل جون بيركو خطابه بالتأكيد على أن النظام الحاكم في طهران، على الرغم من استمراره ظاهريًا، يُظهر في حقيقة الأمر علامات الضعف، قائلًا: «ما نشهده اليوم في طهران هو القمع، لكن القمع ليس علامة قوة، بل علامة ضعف». وبهذه الحجة، أبرز حقيقة أن آلة القمع، من القتل والسجن إلى الرقابة وكبت الحريات، تنبع من الخوف والعجز عن إدارة المجتمع.

في تحليل بيركو، تعكس الأزمات الاقتصادية والاجتماعية العميقة في إيران هذا الضعف الهيكلي. وأوضح: «الاقتصاد على وشك الانهيار، والخدمات العامة متداعية، ومياه الشرب ملوثة وغير كافية. إنها كارثة بكل المقاييس، لأن البلاد تُدار على أيدي من أتوا لخدمة أنفسهم». هذا الوصف يكشف عن الصلة المباشرة بين الفساد المنهجي وسوء الإدارة والقمع.


قضية البديل: رفض الاسترضاء والحرب الخارجية

طرح بيركو في كلمته إحدى أهم الجدليات السياسية حول مستقبل إيران: هل يوجد بديل للحكم الديني؟ وأجاب بصراحة قاطعة: «إن تصور عدم وجود بديل لديكتاتورية الملالي هو إهانة بغيضة لا تغتفر للشعب الإيراني». هذا التصريح هو نقد لسياسة الاسترضاء القائمة على أنه لا بديل لهذا النظام، وفي الوقت نفسه تأكيد على قدرة الشعب والمقاومة الإيرانية على إحداث التغيير.

كما أوضح حدود البديل المشروع: «البديل ليس استرضاء النظام. البديل ليس حربًا خارجية أيضًا. البديل هو اختيار الحرية». وبهذا، رسم بيركو خطًا ثالثًا بين قطبين متضادين – سياسات الاسترضاء الفاشلة من جهة، ومشاريع التدخل العسكري من جهة أخرى – وهو: الشعب والمقاومة الإيرانية.


تمييز البديل الحقيقي عن “الأمير المستهتر”

كان من أكثر أجزاء خطاب بيركو تأثيرًا هو تمييزه بين المقاومة الحقيقية والتيارات التي تحاول تقديم نفسها كبديل بالاعتماد على الماضي الملكي أو رأس المال السياسي العائلي. وصرح قائلًا: «نحن لا نعني نوعًا من سليل ملكي… لا نعني شخصًا جلس لعقود على مائدة النهب، والآن يظهر في ثوب أمير مستهتر وراء البحار، ليأتي بسخاء ظاهري لإنقاذ الشعب الإيراني».

هذا الكلام يرفض صراحة فكرة العودة إلى الملكية، وفي الوقت نفسه، يُعد إعادة تعريف للبديل على أساس معايير ديمقراطية حديثة – الشفافية، والتضحية، والارتباط العضوي بالمجتمع.

التأكيد على دور المجلس الوطني للمقاومة وقيادة مريم رجوي

عرّف بيركو البديل الحقيقي على النحو التالي: «[إنه] المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ووحدات المقاومة التابعة لمجاهدي خلق، التي أصبحت أكبر وأنشط وأوسع انتشارًا في المجتمع من أي وقت مضى، وعلى رأس قيادة المقاومة الديمقراطية تقف السيدة رجوي». وأكد على أن مريم رجوي «كرّست حياتها كلها، ليس لجمع الثروة، بل بتقديم كل شيء من أجل قضية إيران الحرة».

في هذا الإطار، لا يُعرَّف البديل كشخصية فردية أو رأس مال رمزي خارجي، بل كحركة منظمة ذات برنامج محدد لحرية التعبير، وحرية الدين، وجمهورية قائمة على فصل الدين عن الدولة، وإيران غير نووية وصديقة للبيئة.


التزام أخلاقي وسياسي بحرية إيران

أنهى بيركو خطابه بعهد شخصي: «ما دام في صدري نفس، سأدعم قضية حرية إيران، وأتطلع إلى اليوم الذي، سيدتي رجوي! بعد إذنك، أتمكن فيه من أن أكون في طهران، مع شخصيات بارزة أخرى، لأشيد بانتصاركم الديمقراطي وأقدره وأحتفل به».

كان خطاب هذه الشخصية المعروفة والداعمة للمقاومة في بروكسل أكثر من مجرد إعلان تضامن عادي؛ فقد قدم إطارًا تحليليًا لفهم سياسة البديل في إيران. فمن خلال رفضه للقمع كدليل على القوة، وكشفه للفساد الهيكلي، ورسمه حدودًا واضحة مع الاسترضاء والملكية، وإبرازه للمقاومة الديمقراطية، رسم صورة لمستقبل مشرق لإيران؛ مستقبل يجب تحقيقه بالوفاء لمبادئ هذه المقاومة ودفع ثمن الحرية.