آخر تحديث :الإثنين-15 سبتمبر 2025-12:51ص

تحايلا على عقوبات متوقعة.. الاصلاح يتنكر لخلفيته الاخوانية

الأحد - 14 سبتمبر 2025 - الساعة 11:46 م

جميل الصامت
بقلم: جميل الصامت
- ارشيف الكاتب


في خطوة تسبق عقوبات متوقعة للخزانة الامريكية قد تطال جماعة الاخوان المسلمين كتنظيم عالمي ،

نفى حزب الاصلاح اليمني ذو الخلفية الاخوانية صلته بجماعة الاخوان ،الامر الذي اثار موجة من السخرية شهدتها منصات الفضاء الرقمي خلال الساعات الماضية ،اخذت اشكال التندر والهجوم اللاذع حد المحاكمة ،والتجريم .

وجاء في كلمة رئيس هيئته العلياء اللواء محمد اليدومي بمناسبة ذكرى تاسبس الحزب ال35 والمصادفة ال13من سبتمبر ،نفى صلة الحزب بالجماعة وهو ما اعتبره مراقبون تحايلا على الخارج ومخادعة للداخل الذي يعرف تفاصيل التكوين للحزب من اليوم الاول .

اليدومي بنفيه يتصادم مع مذكرات الشيخ عبدالله الاحمر الذي اعترف ان تنظيم الاخوان كان في قلب التكوين للحزب واوكل إليه الجانب التنظيمي للحزب ،غير مايمتلكه من قدرات في الجوانب الاخرى ،حتى بدا الاصلاح هو تنظيم الاخوان ،

نفى اليدومي يتعلق بنفي العلاقة مع التنظيم العالمي كذراع محلي على غير الواقع ،ولم يكن فكا للارتباط لتنظيم محلي مع تنظيم دولي ،ولو فعل لكان اصوب ،

ولذلك اعتبر مراقبون نفي اليدومي مخادع .

لا عيب في ان يفك ارتباطه بالتنظيم العالمي ،فالناصريون في منتصف سبعينات القرن الماضي فكوا الارتباط بتنظيم الطليعة العربية (التنظيم القومي) تنظيميا فقط وابقوا على الجانب الفكري لانهم اصبحوا في السلطة،ويقودوا بلد ،

اليدومي وجماعته بامكانهم فعل ذلك لينجوا من مقصلة العقوبات .

اليدومي في كلمته دعا الى ميثاق شرف ،لتنظيم العلاقة بين القوى السياسية لمرحلة مابعد الحوثي حسب زعمه ،تهربا من استحقاق مرحلة ماقبل واثناء ،

تعرض اليدومي لهجوم كاسح جراء دعوته لميثاق شرف ،وشراكة في حين انه يتاجر بالمصطلحات ويمارس الاقصاء والتمكين السياسي ،بابشع صوره على ارض الواقع وفق مراقبين مستدلين بعهد هادي ومالحقها ،والتي اوصلت سياساته البلد الى التشظي والاحتراب .

ما يتناوله اليدومي مع كل مناسبة يستغلها تواجه بشن حملات تصل حد المحاكمات احيانا كما هو مرصود ،

خطابه الاخير لايخلو من رسائل مهمة ،

الاولى كانت محاولة نفي يائسة لعلاقة اخوان حزبه بالتنظيم العالمي وهو ما يصعب اثباته ،

والرسالة الثانية كانت موجهة للحوثي ،والذي دعاه للشراكة ضمن ميثاق شرف للقوى السياسية،

والثالثة دعوته للمصالحة والاعتراف بالقضية الجنوبية وحلها على اساس اتحادي ،

والرابعة اشاد بدور للسعودية والامارات في دعم الشرعية داعيا الى الاستمرار في الدعم .

يحاول اليدومي ان يقفز في خطاباته بالنقل واحيانا السرقة للمبادرات والافكار ،وتبني مواقف لطالما تنكر لها ورفضها قبلا ،ليتفاجأ الناس انه قد جرى (اسلمتها) واعيد طرحها دون الاعتراف بفضل اصحابها الاوائل .

اليدومي بات اشبه ب عبدالله العديني يثير الغبار ،ويلتقط اضواء المناسبات ، للاثارة ،وكلاهما في موقع الفعل ويكتفيا بدور معارض ،خطب للاستهلاك وعند الفعل يكونوا وجماعتهم اول المتنصلين ،والمتخاذلين بل والممانعين الرافضين ،لالمصلحة وطنية بل لمشروعهم الصغير .

ومن هنا يتعامل الناس مع خطابات اليدومي تعاملا يطغى عليه السخرية كما اسلفت .