الإطلاع على تاريخ شبه الجزيرة العربية، يقودني دائما إلى قناعة مفادها أن خرافة "آل البيت" والدعوة السلالية ليست مجرد فكرة دينية كما يعتقد البعض، بل مشروع سياسي يزعم أحقيته المطلقة في الحكم، ما يجعلها عدوا وجوديا ومشتركا للنظام الجمهوري في اليمن والذي يرفض حكم الإمامة السلالية، وكذلك للنظام السعودي الذي يقوم على رعاية الحرمين التي يدعي السلاليون بأنها خاصة بهم.
لذلك نجد كثيرا من المنتمين للهاشميين في بلدان مختلفة-وليس كلهم- يبدون تعاطفا أو دعما لعصابة الحوثي رغم ما تفعله من جرائم ضد اليمنيين، وفي المقابل يظهرون عداء للمملكة العربية السعودية وحقدا واضحا على انجازاتها باعتبارها الحائل أمام حلمهم التاريخي.
تاريخيا، يرى هذا المشروع السلالي اليمن واليمنيين كوسيلة أو جسر أو أداة لتحقيق أهدافهم العتيقة في شبه الجزيرة العربية.
ولهذا نقول بصدق: النظام الجمهوري في اليمن يمثل مصلحة استراتيجية للسعودية في مواجهة طموح السلالة العنصرية، في المقابل بقاء النظام السعودي يمثل ضمانة لليمنيين من تمدد ذات المشروع العنصري.
الإيمان بهذه الحقيقة يساعد على تكامل الجهود في مواجهة هذا الخطر الوجودي الذي يظهر في كل مرحلة برداء جديد وشعارات مختلفة لكنه يحمل نفس الهدف القديم.