في كلّ مرّة تحدث ظاهرة فلكية أجد من يكتب في السوشل ميديا عن طاقتك التي ستتأثر، حياتك التي ستتدمّر، العالم الذي قرب على الانتهاء أو انتقل لبعد زمني آخر، أو أنّ الأشرار سيظهرون أكثر. تأويلات كثيرة عن خزعبلات تُقال في كلّ مرّة وينتهي الخسوف ولا يحدث شيء. الغريب أن الإنسان سريع النسيان فمن يقولون هذه الخزعبلات يجدون من يصدقهم في كلّ مرّة.
ورغم أنّ كلّ مرّة من هذه المرّات تنتهي ليلة الخسوف دون أن يحدث شيء غريب في العالم، ولم تنقطع كلّ الاتصالات، ولم تسقط السماء إلا أنهم وبكل وقاحة يكتبون بعدها: "هل لاحظت كيف تمدّد جسمك وشعرت بطاقتك". وأقرأ في التعليقات مَن يكتب: "نعم حلقي وجعني"! فأضحك من كلّ قلبي، لقد صغر تأثير الظاهرة من "نهاية العالم" إلى شخص شعر بألم في حلقه.
غالبا مَن ينشرون هذه الخزعبلات هم إمّا يعانون من مرض نفسي كالذهان أو غيره ويجذبون أشخاصا يعانون من نفس الشيء مما يؤدي إلى تفاقم حالتهم لأنهم يجدون من يؤكد لهم أنهم لا يتوهمون، أو في حالات أخرى أنّ من ينشر هذه الخزعبلات هو شخص يستغلّ مَن يعانون من اضطرابات نفسية لكي يكسب منهم الأموال والشهرة. في الحالتين هناك مصيبة تحدث، خاصة بعد أن أصبح مسموحا لهؤلاء بأن يكتبوا في وسائل التواصل، فقد كان "تويتر" يفرض حظراً عليهم ليتحوّل إلى "إكس" ويسمح لهم بالنشر.
على الأهالي والأصدقاء أن ينتبهوا إلى المقربين منهم، فمَن تحدث له هذه "الوسوسات" هو يحتاج للمساعدة، وتجب نصيحته لزيارة أخصائي نفسي لمساعدته وإنقاذه ممّن قد يستغل ضعفه.