المقاومة الإيرانية تواصل جهودها الدبلوماسية لكشف حقيقة نظام الملالي والتأكيد على ضرورة التغيير الجذري في إيران.
في هذا السياق، التقت مريم رجوي، الشخصية المحورية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بالسيد شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي السابق، في بروكسل.
هذا اللقاء لم يكن مجرد تبادل للآراء، بل كان تأكيداً على نقاط التقاء هامة حول طبيعة النظام الإيراني والمسار الصحيح للتعامل معه.
المحادثات تركزت على آخر التطورات داخل إيران، والتحديات التي يفرضها نظام الملالي على شعبه والمنطقة، بالإضافة إلى تقييم سياسات الاتحاد الأوروبي الحالية.
خبرة ميشيل الطويلة: لا فرق بين رؤساء النظام، الإصلاح مستحيل
أحد أبرز ما جاء في هذا اللقاء هو التصريح القاطع للسيد شارل ميشيل، الذي يعكس خبرة طويلة في التعامل مع الشأن الإيراني.
السيد ميشيل، الذي شغل منصب رئيس المجلس الأوروبي حتى عام 2024 ورئيس وزراء بلجيكا سابقاً، أكد على أن تجاربه مع "عدة رؤساء للنظام الإيراني" قادته إلى استنتاج مفاده "لا أجد أي فرق بينهم. جميعهم يتبعون خطًا وسياسة واحدة."
هذا التصريح يعتبر ضربة قوية لمزاعم الإصلاح داخل النظام، ويدعم وجهة نظر المقاومة الإيرانية بأن طبيعة النظام لا تتغير بتغير الوجوه.
وشدد ميشيل على أن "هناك تجربة كافية تثبت أن هذا النظام لا يتحمل الإصلاح. الحل للقضية الإيرانية يكمن في تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية."
هذا الموقف الصريح والمستنير من شخصية أوروبية بارزة يعد دعماً هاماً لمطالب الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة.
رجوي تؤكد: القمع المتصاعد وجه آخر لخوف النظام من الانتفاضة ووحدات المقاومة
من جانبها، أعربت مريم رجوي عن تقديرها لمواقف شارل ميشيل الشجاعة، واصفة إياها بأنها "نموذج يحتذى به للقادة الأوروبيين." وقدمت رجوي تحليلاً عميقاً للوضع الداخلي في إيران، مشيرة إلى "الظروف المتفجرة في المجتمع الإيراني." وأكدت أن "الاعتقالات الجماعية، وزيادة الإعدامات، والقمع"، ليست سوى "الوجه الآخر للخوف من الانتفاضة القادمة وتوسع المقاومة وأنشطة وحدات المقاومة." هذا التأكيد يربط بين تصاعد القمع وحالة الضعف الداخلية للنظام، مبيناً أن استراتيجية القمع هي محاولة يائسة لوقف حركة تغيير لا مفر منها يقودها الشعب الإيراني ووحدات المقاومة.
دعوة دولية للتخلي عن سياسة الاسترضاء والاعتراف بحق المقاومة
واصلت مريم رجوي شرحها، مؤكدة أن "النظام يبذل قصارى جهده، بما في ذلك نشر قوات قمعية في الشوارع، لمنع الانتفاضة المحتومة."
وفي هذا السياق، وجهت رجوي نداءً صريحاً للمجتمع الدولي، مطالبة إياه بـ"التخلي عن سياسة الاسترضاء بالكامل، والاعتراف بحق الشعب والمقاومة الإيرانية، وخاصة وحدات المقاومة، في مواجهة القوات القمعية." هذه الدعوة ليست مجرد طلب دعم، بل هي تحديد لمسار عملي وسياسي يضمن أن يقف المجتمع الدولي إلى جانب الشعب الإيراني.
وأوضحت رجوي أن "بهذه الطريقة فقط، سيقتنع الشعب الإيراني بأن أوروبا ليست مع الملالي، بل تقف إلى جانبهم."
هذا الموقف يعكس استراتيجية المقاومة في كسب الدعم الدولي وتقديم حلول واضحة للأزمة الإيرانية، بعيداً عن سياسات فاشلة أثبتت عدم جدواها.
إن تغيير النظام على يد الشعب والمقاومة المنظمة هو السبيل الوحيد لإرساء الأمن والسلام في المنطقة والعالم.