لم يكن يعلم المغترب اليمني سالم البعداني أن ليلة هادئة مع أسرته الصغيرة في الرياض ستتحول إلى مأساة تهز القلوب، وأن جدران شقته التي احتضنت أحلام الغربة ستغدو شاهدة على وداع مؤلم لخمسة من أفراد عائلته.
في لحظات خاطفة، تبددت الضحكات التي ملأت المكان، وحلّت أصوات ألسنة النار والدخان الخانق، لتترك خلفها وجعًا لا يطاق.
وبحسب مصادر محلية في العاصمة السعودية الرياض، فقد اندلع حريق مفاجئ في شقة البعداني نتيجة ماس كهربائي، ما أسفر عن وفاة الأب وأطفاله الأربعة على الفور، فيما أصيبت زوجته بحروق بالغة الخطورة نُقلت على إثرها إلى قسم العناية المركزة، حيث ما تزال حالتها حرجة حتى اللحظة.
وأوضحت المصادر أن النيران التهمت أجزاء واسعة من الشقة قبل أن يتمكن الدفاع المدني من السيطرة عليها، إلا أن سرعة انتشار الحريق حالت دون إنقاذ الضحايا في الوقت المناسب. وأضافت أن الحادثة أثارت موجة حزن واسعة في أوساط الجالية اليمنية في المملكة، الذين عبّروا عن صدمتهم وألمهم لفقدان أسرة كاملة بهذه الصورة المأساوية.
وأكد ناشطون يمنيون أن أسرة البعداني كانت تعرف بحسن الخلق وروح التضامن مع الآخرين، مشيرين إلى أن الفاجعة لم تؤثر فقط على محيطها القريب، بل طالت قلوب المئات من معارفها داخل السعودية وخارجها.
وتداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي دعوات بالرحمة للضحايا والشفاء للزوجة المصابة، مؤكدين أن هذه المأساة تعكس حجم المخاطر التي قد تواجه المغتربين بعيدًا عن أوطانهم وأسرهم الممتدة.
فيما السلطات الأمنية السعودية أكدت أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن التماسًا كهربائيًا كان السبب الرئيس وراء اندلاع الحريق.