اعتبر الصحفي الجنوبي صالح أبو عوذل القرارات التي أصدرها عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي، مساء الاربعاء، بمثابة منعطف تاريخي وتحول استراتيجي في مسار الشراكة داخل مجلس القيادة، بعد سنوات من المماطلة والتسويف التي مارستها قوى نافذة وعلى رأسها حزب الإصلاح الإخواني.
وقال أبو عوذل إن المجلس الانتقالي قدّم منذ توقيع اتفاق الرياض 2019م سلسلة من التنازلات، بينما كانت قوى أخرى تمارس حكمًا ذاتيًا في مأرب وغيرها، دون أن يجرؤ رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي على إصدار قرار تعيين واحد هناك، في ظل هيمنة سلطان العرادة والإخوان.
وأضاف: "الأمر بلغ حد استحواذ التنظيم حتى على قناة سبأ الحكومية"، في إشارة إلى سيطرة الإصلاح على مؤسسات الدولة لصالح أجنداته.
القرارات التي شملت تعيين صلاح العاقل نائبًا لوزير الإعلام والثقافة والسياحة، ومحمد ناصر العبادي رئيسًا للهيئة العامة للأراضي، إلى جانب تعيين وكلاء في محافظات شبوة، لحج، أبين، الضالع، المهرة، وسقطرى، لا تقتصر على إعادة ترتيب البيت الجنوبي، بل تحمل رسائل واضحة بأن الجنوب لن يقبل استمرار تهميشه بحسب صالح.
ويرى مراقبون أن تعيين العاقل خصوصًا، يحمل دلالة على وجود ترتيبات جدية لإعادة بث قناة عدن الحكومية من مقرها في التواهي، بعد سنوات من التوقف والتهميش المتعمد.
وتزامنت هذه الخطوة مع بيان سياسي شديد اللهجة أصدره المجلس الانتقالي، أكد فيه أن ما يجري من عرقلة متعمدة لصرف مرتبات الجنوبيين، وتعطيل القرارات الخاصة بتمكين الكوادر الجنوبية، ومحاولات تمكين قوى أخرى على حساب الجنوب، يمثل استهدافًا مباشرًا لشعب قدّم التضحيات دفاعًا عن هويته وقضيته.
وجاء في البيان: "الأرض أرض شعب الجنوب، والقرار قراره، ولن تثنينا أي محاولات لتجويع شعبنا أو كسر إرادته."
أبو عوذل ختم قراءته بالتأكيد أن ما قام به المجلس الانتقالي يعد إجراءً طبيعيًا أمام الواقع القائم، وأن أي ردود فعل إقليمية أو دولية معارضة لن تغيّر شيئًا، قائلاً: "الزُبيدي بلغ النهاية في مسار الشراكة، بعدما تبيّن أن كل ما جرى لم يكن سوى محاولات متعمدة لإضعافه واستهداف رصيده الشعبي."