كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تفاصيل تروى للمرة الأولى، حول عملية أمنية حاولت وحدة من قوات النخبة البحرية الأمريكية تنفيذها على أراضي كوريا الشمالية، لكنها منيت بالفشل منذ اللحظة الأولى.
وسردت الصحيفة في تقرير لها جانباً من خفايا تلك المهمة قائلة: "في ليلة شتوية أوائل عام 2019، خرجت مجموعة من قوات النخبة البحرية من المحيط المظلم، وتسللت إلى شاطئ صخري في كوريا الشمالية".
وحول طبيعة العملية المنفذة، قالت الصحيفة: "كانوا في مهمة سرية للغاية، معقدة وخطيرة، لدرجة أن كل شيء كان يجب أن يسير على ما يرام".
وأضافت: "كان الهدف هو زرع جهاز إلكتروني يسمح للولايات المتحدة باعتراض اتصالات زعيم كوريا الشمالية المعزول، كيم جونغ أون، وسط محادثات نووية رفيعة المستوى مع الرئيس ترامب".
وتابعت: "كان يمكن أن تمنح المهمة واشنطن سيلاً من المعلومات الاستخباراتية القيّمة. لكن ذلك كان يعني نشر قوات كوماندوز أمريكية على الأراضي الكورية الشمالية، وهي خطوة قد تُفشل المفاوضات، إن تم كشفها، بل قد تؤدي إلى أزمة رهائن أو تصعيد للصراع مع عدو نووي".
وأردفت الصحيفة: "كان الأمر محفوفًا بالمخاطر إلى درجة أنه تطلب موافقة الرئيس المباشرة، مضيفة: "اختار الجيش (السرب الأحمر) التابع لفريق القوات الخاصة البحرية 6 لهذه العملية - وهي الوحدة نفسها التي قتلت أسامة بن لادن".
وأكملت: "تدرب أفراد القوات الخاصة البحرية لأشهر، مدركين أن كل حركة يجب أن تتسم بالدقة، ولكن عندما وصلوا إلى ما ظنوا أنه شاطئ مهجور تلك الليلة، وهم يرتدون بدلات الغوص السوداء ونظارات الرؤية الليلية، انهارت المهمة بسرعة".
وبحسب الصحيفة: "ظهر قارب كوري شمالي وسط الظلام وتسللت أضواء كاشفة من مقدمة القارب فوق الماء. وخوفًا من رصدهم، أطلق جنود البحرية الخاصة النار. وخلال ثوانٍ، لقي جميع من كانوا على متن القارب الكوري الشمالي حتفهم".
وأدى ذلك إلى انسحاب قوات البحرية الأمريكية نحو البحر دون أن يزرعوا جهاز التنصت، ولم تُعلن الولايات المتحدة أو كوريا الشمالية علنًا عن العملية عام 2019، ولم تُلمّحا إليها حتى. ولا تزال تفاصيلها سرية، ويُنشر هذا التقرير هنا لأول مرة.