في مشهد يلخص حجم المأساة التي يعيشها الأكاديميون في مناطق سيطرة الحوثيين، وجد أستاذ جامعي بارز نفسه رهين غرفة بمستشفى خاص بمدينة ذمار بعدما عجز عن سداد تكاليف علاجه، في حادثة أثارت تعاطفًا واسعًا وموجة غضب في أوساط طلابه وزملائه ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
الدكتور عبدالله أحمد الحبابي، رئيس قسم التشريح بكلية الطب في جامعة ذمار، كشف في منشور على صفحته بفيسبوك أنه محتجز منذ أيام في مستشفى "الريادة" عقب إصابته بجلطة قلبية استدعت إجراء عملية قسطرة عاجلة. وقال الحبابي: "أجريت لي العملية، لكنني الآن تحت الإقامة الجبرية داخل المستشفى الذي يطالبني بمبلغ مليونين وأربعمائة ألف ريال، دون مراعاة لكوني طبيبًا وزميلاً لهم في المهنة، حيث يتم التعامل معي كمجرد فاتورة يجب تسديدها"، حد تعبيره.
وأوضح الحبابي أنه ناشد نقابة الجامعة ورئاسة جامعة ذمار للتدخل وتحمل مسؤوليتها، خصوصًا أن أعضاء هيئة التدريس يتم استقطاع مبالغ شهرية من رواتبهم تحت بند التأمين الصحي، غير أن الرد جاء صادمًا –بحسب قوله– حيث أبلغته الجامعة بعدم قدرتها على دفع المبلغ.
وأشار إلى أنه سبق أن تعرض لجلطة مماثلة في وقت سابق تكفل بتكاليف علاجها من ماله الخاص دون أن يلقى أي دعم أو تعويض، لكن هذه المرة لم يعد قادرًا على السداد، ليجد نفسه "أسير فاتورة علاج" في مستشفى يرفض الإفراج عنه قبل استلام كامل المبلغ.
الحادثة، التي لاقت تفاعلًا واسعًا، سلطت الضوء مجددًا على تدهور أوضاع الأكاديميين في اليمن، وغياب أبسط أشكال الحماية الاجتماعية لهم، فضلًا عن استغلال المستشفيات الخاصة لمعاناة المرضى في ظل عجز المؤسسات الرسمية عن التدخل.