كشفت تقارير أممية حديثة عن تراجع حاد وغير مسبوق في واردات الوقود والمواد الغذائية عبر الموانئ الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، في مؤشر ينذر بمجاعة خانقة وارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية خلال الفترة المقبلة.
واوضح لتقرير برنامج الغذاء العالمي، بأن موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، لم تستقبل سوى 3.7 مليون طن متري فقط من الغذاء والوقود خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري 2025، بانخفاض تجاوز 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
واردات الوقود هبطت إلى 1.4 مليون طن متري، أي أقل بنسبة 26% عن 2024، وأدنى معدل يتم تسجيله منذ ثلاث سنوات.
أما واردات الغذاء فقد تراجعت إلى 2.3 مليون طن متري فقط، مقارنة بـ2.9 مليون طن خلال الفترة ذاتها من 2024، أي بانخفاض بلغ 20%.
يعزو التقرير هذا التراجع إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية للموانئ إثر الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية، ما أدى إلى شلل نسبي في القدرة التشغيلية وتعطل حركة التفريغ والمناولة.
و يحذر البرنامج الأممي من أن استمرار الانخفاض سيؤدي إلى نقص حاد في توافر الغذاء بحلول سبتمبر القادم، مع احتمال انقطاع عمليات الطحن بسبب شح الوقود، وهو ما قد يتسبب بارتفاع غير مسبوق في أسعار القمح والدقيق، الأمر الذي سيضاعف معاناة ملايين اليمنيين القاطنين في مناطق سيطرة الحوثيين.
هذا التراجع الحاد يضع المحافظات المحتلة، أمام أزمة إنسانية مرعبة، خاصة أن سكان تلك المناطق يعتمدون بشكل شبه كلي على الواردات عبر هذه الموانئ لتأمين احتياجاتهم اليومية.