من أوكرانيا إلى غزة، وبينهما سوريا كان معنى النضال واحد.
في اليمن فقط، كان المعنى مختلفًا، وهو بالمناسبة نفس معنى نضال النخبة والمعارضة السورية سابقًا.
حين داهم الخطر الروسي أوكرانيا، لم تفكر لا السلطة ولا النخبة هناك بالمغادرة. رابط الجميع حيث الجندي: الرئيس وحكومته والنخبة كلها.
غادر المواطن فقط، وقد عاد. خاض الجميع المعركة من الميدان. ناسبت البلاد كل هؤلاء، ولم يكن هناك شعارات خطر الأسر، او فوائد النضال من الخارج.
مثله في غزة. كم قادة؟ وكم من أسرهم ارتقعت هناك؟ لا يمكن أن نحصرها.
وفي سوريا حين أسقطت الفصائل السورية معنى نضال غليوم وبقية الائتلاف، أنجزت التحرير في ظرف أسابيع، مستثمرة في تغيرة المشهد الإقليمي.
بنظر السلطة والنخبة في اليمن، لا يمكن النضال إلا بمغادرة الأسرة إلى الخارج، بمغادرته هو، بضرورة الرفاهية.
لم يخطر ببال هذه الطبقة، لماذا اسرها مستثناه من الخطر، بينما على البقية ان تواجهه؟
بن دغر أسس الثقافة هذه، والسلطة والنخبة لم تصدق هذا التطور المتقدم في معنى النضال باليمن.
ذات النضال الذي بسببه فقدنا كل مساندة عربية.
شاهدت الإمارات والسعودية بؤس السلطة والنخبة ولذلك تراجعت. وصلت القناعة السعودية إلى الموافقة بخارطة طريق تقود بلاد كلها إلى السائلة، لولا تطورات المشهد الإقليمي وغباء عبدالملك.
كانت تجد مجموعة ممن يبحثون عن ترتيب وضعهم ومستقبلهم النضالي الأسري. قلة كانوا من يبحثون عن بلادهم.
البقية، مجرد ذكر العودة يستفزهم. أمس كان محمد المسوري يحذر من دعوة إلغاء الإعاشة كخطر يهدد مستقبل الشرعية.
بالنسبة له، المستقبل ذاته مرهون بمدى استمرار الإعاشة لا صمود الجندي. الجندي نفسه الذي يتسلم ستين ألف ريال، وصامد في أقدس معاركنا الوطنية.
لا يتذكر واحد من المناضلين هؤلاء متى أخر مرة غادر بلاده. والمحترم منهم زارها قبل عامين، واستغرب إنه محد تجمل من هذه الزيارة.
لا يمكن نصادف بؤس كما بؤس هؤلاء. يمكن أن يشاهده المتابع في التعليق على الوضع في بلادهم، في اهتمامهم.