كشف الدكتور سعيد الغليسي، المعتقل السابق في سجون مليشيا الحوثي، يوم الاثنين تفاصيل صادمة حول قضية التربوي اليمني مجيب المخلافي، الذي اتهمته الجماعة بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، مؤكداً أن الاعترافات التي بثتها أجهزة الجماعة كانت مفبركة ومجتزأة لتشويه صورته.
وقال الغليسي في شهادته المنشورة على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، إنه التقى بالمخلافي داخل الزنزانة الجماعية بعد أن شاهد الفيديو الذي بثته المليشيا لما وصفته بـ"خلية الجواسيس"، وأكد أن المخلافي أُجبر على الحديث لساعات طويلة أمام الكاميرا، واعتقد أن كلامه سيُرفع إلى رئاسة الوزراء بوصفه وثيقة وطنية، لكن الحوثيين اقتطعوا أجزاءً من حديثه وغيروا سياقه ليظهر كعميل للأمريكان.
وأضاف الغليسي أن المخلافي كان يدافع خلال اعترافاته المفبركة عن المناهج التعليمية ويرفض إدخال أي مفردات غير أخلاقية، لكن أجهزة الجماعة قلبت كلامه لصالح الرواية الزائفة، مما جعله يبدو وكأنه متواطئ مع "الأمريكان والصهاينة".
وأشار الغليسي إلى أن المخلافي، الذي يقبع في السجن منذ أكثر من عامين، يعيش حالة من القهر والمعاناة الشديدة نتيجة هذا الظلم، مضيفاً أن بعض العناصر الحوثية نفسها أقرّت ببراءته، لكن "الجهاز الأمني" هو من يقف وراء هذه الممارسات الإجرامية ضد الأبرياء.
وختم الغليسي شهادته بالتأكيد على أن دعاء المخلافي وبقية المعتقلين المظلومين لن يضيع، وأن استمرار مثل هذه الانتهاكات سيكون من أبرز أسباب سقوط المليشيا في المستقبل.
وتشير هذه الواقعة إلى أسلوب الحوثيين المستمر في تلفيق التهم والتضييق على النخب التعليمية والمثقفين، وتحويلهم إلى أدوات ضغط أو أدوات دعاية سياسية، في حين تُغلق مؤسسات الدولة أمام المواطنين ويُستغل القضاء والأجهزة الأمنية لممارسة الإجرام دون محاسبة.
ويأتي هذا الكشف بعد سلسلة طويلة من الانتهاكات التي طالت الأساتذة والناشطين في مناطق سيطرة الجماعة، مؤكداً أن الحوثيين لا يعترفون بأي مبدأ قانوني أو أخلاقي، ويستمرون في ملاحقة كل صوت مستقل يرفض سياساتهم ويهدد مصالحهم.