العاقل قد يكون طفاية حريق في المجتمع لنزع فتيل النزاعات بين افراد الحارة , والحفاظ علي بنية الحارة التحتية من النهب ،اذا كان تدخله ايجابي ومحايد وبكفاءة وفاعلية لمعالجتها واطفاؤها وتهدئة النفوس ومعالجة الاختلافات...
وقد يكون العاقل صاعق تفجير ومشعل نار النزاعات في الحارة وتسهيل نهب بنية الحارة التحتية اذا كان تدخله سلبي ومنحاز وغير كفؤ ،تمامآ كما حدث في محصاب مظفر تعز التي فشل عقالها في الحفاظ علي محول كهربائي تم مصادرته يوم امس الخميس الموافق 11 ديسمبر 2025م بزعم توريده للحفاظ عليه .!!
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا : هل لازال هناك أمل في تصحيح منظومة العقال ؟؟؟ ام أنها منظومة متكلسة ومهترئة وبائسة باعتبار العقال ، امر واقع مفروض لا يستطيع احد مسائلتهم او تغييرهم وتقييمهم،, و اي محاولة لتصحيحها سيؤدي الى صراع واحتكاك مع العقال تمامآ كما يحدث لي وأفراد أسرتي !!!
مع تأكيدنا على وجود بعض من عقال الحارات والذي يتعاملون مع أفراد حارتهم بشكل متساوي دون تمييز وكأنهم ابناؤهم...
ولكن ؟؟ التصرفات السلبية لبعض عقال الحارات وعدم معالجتها يشوه هذه المنظومة الهامة ويفقد ثقة المجتمع واجهزة الدولة فيها ويستوجب تصحيح النظرة الخاطئة عن العقال وايقاف من يتلاعب ويخالف ويشوه دورهم الهام بتصرفات فردية تكسر احترامها .
(غياب الديمقراطية )
لانعرف الية اختيار العقال ونستمر طوال عمرنا وعاقل الحارة شخص محدد من بيت محدد في الحارة لايجوز الخوض في الية اختياره وكأنه امبراطور او اقطاعي في عصر الاقطاعيات .
فقط عندما يتم استحداث حارة جديدة (كما حدث تمامآ في حارة الصرم المجاورة للمحصاب ) جد صراع محتدم بين الأهالي البسطاء ، و نافذين من العيار الثقيل الساكنين فيها للاستيلاء على معقلت الحارة ،واحتدم الصراع بكافة انواعه حتى تم الاتفاق علي تقسيم الحارة الى قسمين ، ورغم ذلك استمر الصراع حتي تغلب العاقل المدعوم بنافذين ،على الاخر المدعوم بالبسطاء ، ليستولي " الاول" على المعقلة ،رغم عدم كفاءته .
ويستوجب ان يتم اعداد وتنفيذ الية ديمقراطية لاختيار العاقل عبر صندوق الاقتراع ويتنافس فيها المتنافسون بشكل شفاف ليتم اختيار الافضل والاكفأ فمن غير المعقول ان يكون للمواطن الحق في اختيار قيادات الدولة ولا يستطيع اختيار عاقل حارة!!.
(عدم التزمين والتوريث)
يستمر عاقل الحارة طوال عمره حتى يموت وهو يشغل منصب العاقل وبعد وفاته يتم للأسف الشديد توريثها لابناؤه وكأنها متاع خاص بهم وهذا خطأ يستوجب معالجته بتحديد فترة زمنية لشغل منصب عاقل الحارة في جميع الحارات بحيث لا تتجاوز الثلاث السنوات بعد انقضاؤها يتم عقد انتخابات جديدة في جميع الحارات لاختيار عقال جدد...
ويستوجب ان تكون هناك اليات شفافة لتدوير منصب عاقل الحارة على جميع افراد الحارة بحيث يتم منع ترشيح عاقل الحارة نفسه لأكثر من مره ويستوجب ان يكون العاقل فقط لفترة واحدة بعدها يتم فتح الترشيح للآخرين وبعد ان يكون قد تم تدوير منصب العاقل بين جميع افراد الحارة او تنازلهم عن الترشح يحق له الترشح لولاية ثانية...
ويتم منع توريث منصب العاقل لابناؤه واقاربه بعد وفاته ويتم عقد انتخابات طارئة عند وفاة او تنازل العاقل او انتقاله من الحارة وفتح المجال للجميع لملأ الفراغ .
(اختلالات تقسيم الحارات )
لايوجد معايير واضحة واليات محددة وشفافة لتحديد حجم الحارة وهذا خطأ وتشويه للنظام الاداري للوحدات الادارية . وهذا خطأ يستوجب معالجته وان يتم اعداد وتنفيذ تقسيم جديد للحارات بحيث يتم اعتماد معايير عدد السكان والمساحة الجغرافية بشكل موحد لتحديد الحارة .
(غياب إجراءات التوثيق)
من المفترض ان يمسك عاقل الحارة سجل رسمي يوضح فيه كافة تصرفاته عن الحارة من ضمانات وتعريف وحل مشاكل وضبط جرائم ومخالفات باعتباره مأمور ضبط قضائي وفقاً للقانون وجميع الاجراءات وان يتم تسليم تلك السجلات لجهة رسمية واضحة لمراجعة تلك التصرفات وتقييم اداء عاقل الحارة بموجبها
...
كما ان ذلك يسهل من إجراءات تدوير منصب العاقل كون الاجراءات موثقة في السجلات وليست كما هو حاصل الان من عدم توثيق معظم عقال الحارات لإجراءاتهم فلا تستطيع الجهات المختصة تقييم اداؤهم ولأضبط مخالفاتهم .
(عدم وجود اليات شكوى شفافة و فاعله )
عند تجاوز العاقل صلاحياته ، و اساء استخدام منصبه ، او رفضه القيام بواجباته بسبب خلافات شخصية لاتوجد جهة واضحة وفاعلة لتقديم الشكوى ضد عاقل الحارة والتحقيق في تجاوزاته وهذا يجعل من العاقل متسلط ومستبد لأنه يعرف انه لايوجد جهة قد تحقق معه وتضبطه اذا تجاوز صلاحياته ...
ويفترض ان تكون هناك الية شكوى فاعله لتقديم الشكوى ضد العقال بشفافية وسهوله ويتم التحقيق في جميع الوقائع بحيادية ومهنية وسرعة واتخاذ الاجراءات الادارية ضد المتجاوزين ومنها تغيير العاقل اذا ثبت انه تجاوز صلاحياته باعتبار الية الشكوى ليست فقط لإنصاف المظلومين بل ايضاً الية ردع تكبح جماح التجاوز قبل حدوثه خشية من التحقيق والتغيير.
(غياب الشفافية في مستحقات الحارات )
تتفاجأ معظم الحارات بوجود مستحقات صرف غاز او اغاثة انسانية او اي مستحقات اخرى للحارة دون معرفة الموعد المحدد لذلك وبسبب ذلك يتلاعب البعض بمستحقات الحارة والقرية ببيعها دون معرفة اهل الحارة او القرية بها او يقوم البعض بعدم ابلاغ الجميع بالموعد والكميات المستحقة .
ويستوجب لمعالجة ذلك ان تقوم الجهات المختصة بنشر كشوفات شفافة الى جميع الحارات واعلانها في وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة عن موعد صرف المستحقات والكميات المستحقه لكل حالة ولكل حارة وقرية بجدول زمني واضح وشفاف لايقاف اي تلاعب في مخصصات الحارات ومعاقبتهم .
(غياب الشفافية في حقوق وواجبات العقال)
لايعرف جميع المواطنين ماهي واجبات وحقوق عاقل الحارة ويعود ذلك الى مزاجية ونفسيات العاقل فالبعض يرفض القيام بواجباته ويبرر ذلك بعدم تسليمه حقوقه ولايعرف الجميع ماهي حقوق العاقل وواجباته ليتم تقييم اداؤه والزام المتخاذلين بالقيام بواجباتهم او تغييرهم باشخاص اخرين .
ولتوقيف ذلك يستوجب ان يتم نشر كافة واجبات وحقوق عقال الحارات امام منازلهم ليتم الزامهم بالقيام بواجباتهم دون تخاذل بالإضافة إلي تدوين ارقام الشكاوى باي مخالفات ويتم تفعيل اليات الشكوى والتحقيق في مخالفات العقال بفعالية ووكفاءه وسرعة واتخاذ الاجراءات الرادعة ضد من يتلاعب ويخالف .
وفي الأخير : وبشكل عام نؤكد على وجوبية وأهمية تفعيل منظومة عقال الحارات بمعالجة الخلل لتستعيد دورها ونشاطها بكفائه وفاعلية، أو إلغاؤها واستبدالها بأعضاء المجالس المحلية .
" والله غالب على امره"