الهجوم الإعلامي السعودي المتصاعد، على الإنتقالي الجنوبي، تزامنا مع تزايد الضغوط على قيادته، لسحب قواته سلميا من حضرموت والمهرة، يضغ قيادة المجلس، أمام أول امتحان حقيقي لإثبات قدراتها السياسية والدبلوماسية، على تجاوز تحديات المرحلة المصيرية الحاسمة المقبلة وقيادة دفة الجنوب نحو إعلان الدولة.. وهو ما يستدعي ضرورة تشكيل فريق دبلوماسي جنوبي محترف للقيام بجولة تحركات دبلوماسية إقليمية ودولية، لطمأنة الدول الكبرى، والبدء بعقد لقاءات مع الأشقاء بالعربية السعودية للسماع لأرائهم ومناقشة مخاوفهم ونزع فتيل أي تصعيد منهم أو اعتقاد خاطئ بوجود تحد من الإنتقالي الجنوبي للتحالف العربي، باعتبار أن الخطوة الأولى والأهم لاستعادة استقلال دولة الجنوب، لا يمكن أن تبدأ بدون تفاهم مع الشقيقة الكبرى، لما لها من تأثير في المنطقة وصناعة القرار الدولي برمته.
فهل تتمكن قيادة الإنتقالي اليوم من تجاوز الخلاف المتصاعد مع القيادة السعودية والعبور الآمن بسفينة الجنوب نحو بر الأمان.. أم أنها ستبقى متقوقعة خلف محللي الوهم بعدم وجود خلاف حقيقي مع الأشقاء السعوديين حول ماجرى بوادي حضرموت والمهرة ومعتمدين كل الاعتماد على موقف الأشقاء الإماراتيين الذين أعلنوا أن موقفهم حول تطورات الأوضاع باليمن، هو ذات الموقف السعودي، وهي رسالة اماراتية واضحة وصريحة وصادقة وشجاعة لقيادة الإنتقالي بأن القرار والحل والحسم بيد السعودية قائدة التحالف وصاحبة النفوذ الدولي والإقليمي والتماس مع اليمن.
هل تنجح قيادة الإنتقالي اليوم في أول إمتحان حاسم؟!
#ماجد_الداعري