حادثة جديدة ومؤلمة تظهر حجم الكارثة البيئية التي تفرضها الألغام البحرية الحوثية، حيث عثر صيادون قبالة سواحل مديرية بيت الفقيه جنوب الحديدة على حوت ضخم نافق بعد انفجار لغم بحري يُرجّح أنه من الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية في مياه البحر الأحمر.
وأكد صيادون محليون أن الانفجار المدمر لم يحصد فقط حياة الحوت العملاق، بل يوجّه إنذاراً جديداً بخطورة الألغام البحرية التي باتت تهدد الثروة السمكية، الصيادين، وسكان المناطق الساحلية، محذرين من أن استمرار هذه الجرائم يفتح الباب أمام كوارث بيئية غير مسبوقة.
وطالب الصيادون المنظمات البيئية والحقوقية المحلية والدولية بالتدخل العاجل للضغط على الحوثيين لوقف زراعة الألغام البحرية، وتقديم الدعم الفني واللوجستي لعمليات نزعها، حفاظاً على ما تبقى من الحياة البحرية وسلامة الصيادين الذين يشكّل البحر الأحمر مصدر رزقهم الوحيد.
ويرى خبراء البيئة أن الألغام البحرية الحوثية لم تعد مجرد سلاح حرب، بل تحوّلت إلى قنبلة بيئية موقوتة تهدد سلسلة الغذاء الطبيعية في البحر الأحمر وتنعكس مباشرة على معيشة عشرات الآلاف من الأسر الساحلية، فضلاً عن تهديدها الدائم لأمن الملاحة في أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم.
وتؤكد هذه الحادثة مجدداً أن الإرهاب الحوثي تجاوز حدود البر ليزرع الموت في البحر، حاصداً أرواح البشر والكائنات البحرية على حد سواء.