آخر تحديث :الثلاثاء-19 أغسطس 2025-12:51م
اخبار وتقارير

هروب المستثمرين يفضح إفلاس هيئة الزكاة الحوثية.. وناشط حوثي يحذر

هروب المستثمرين يفضح إفلاس هيئة الزكاة الحوثية.. وناشط حوثي يحذر
الثلاثاء - 19 أغسطس 2025 - 11:23 ص بتوقيت عدن
- صنعاء، نافذة اليمن:

في اعتراف نادر يفضح عمق الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مناطق سيطرة الحوثيين، كشف الناشط البارز في الجماعة، علي عبد العظيم الحوثي المكنى "أبو زنجبيل"، عن تفاقم الأوضاع داخل هيئة الزكاة التابعة للجماعة، مؤكداً أنها تواجه شحًا حادًا في الموارد بعد هروب المستثمرين، في ظل اعتماد شبه كلي للدولة على عائدات الزكاة.


وقال الحوثي، في منشور له على منصة "إكس"، إن "أزمة هيئة الزكاة بهروب المستثمرين، بعد أن أصبحت الدولة شبه معتمدة على هيئة الزكاة"، مشيراً إلى أن الأمر يعكس انهيار المنظومة الاقتصادية وتحوّل مؤسسات الدولة إلى كيانات عاجزة تعتمد على مصدر واحد للإيرادات.


وأضاف أن صرخات هيئة الزكاة الأخيرة بشأن شح الدخل وتراجع الموارد تكشف خطورة المرحلة، متسائلاً: "إلى أين تمضي الدولة عندما تتحول من جاذبة للاستثمار إلى بيئة طاردة لرؤوس الأموال؟!".


وفي انتقاد مباشر لسياسات سلطات صنعاء الاقتصادية، أوضح الحوثي أن الزكاة التي كان يفترض أن تكون مجرد داعم ثانوي للاقتصاد تحولت اليوم إلى شريان الحياة الأساسي للدولة، وهو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبل السيادة الاقتصادية للبلاد، ويؤكد فشل الرؤية الاقتصادية للجماعة في إيجاد مصادر دخل بديلة أو بيئة استثمارية آمنة.


وختم الحوثي تصريحه بالتحذير من أن اليمن اليوم يقف عند مفترق طرق خطير، فإما الذهاب نحو إصلاحات جذرية تضمن الشفافية في إدارة موارد الزكاة وتضع تشريعات محفزة للاستثمار، أو الاستمرار في الانحدار نحو هاوية اقتصادية تعيد إنتاج الفقر بدل مكافحته.


ويأتي هذا الاعتراف في وقت تتصاعد فيه شكاوى المواطنين والتجار من سياسات الجباية الحوثية التي طالت مختلف القطاعات الاقتصادية، وأدت إلى إغلاق مئات الشركات والمؤسسات التجارية، إضافة إلى تهريب رؤوس الأموال إلى خارج البلاد، ما فاقم البطالة والفقر، وزاد من عجز الدولة عن الوفاء بالتزاماتها تجاه الموظفين والخدمات العامة.


ويرى مراقبون أن تصريحات "أبو زنجبيل" تمثل رسالة داخلية صريحة تكشف حجم المأزق الذي تعيشه الجماعة، خصوصًا وأن هيئة الزكاة، التي تمثل إحدى ركائز تمويلها، باتت عاجزة عن الاستمرار بذات الوتيرة في ظل تقلص الإيرادات وهروب الاستثمارات.