في مشهد يعكس حجم الانفلات الأمني المتفاقم في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين، هزت محافظة البيضاء، وسط اليمن، واحدة من أبشع الجرائم التي صدمت الرأي العام، بعد إقدام شاب على قتل والده وقطع رأسه، في حادثة بشعة تعكس انهيار المنظومة الأمنية وتداعيات الدورات الطائفية التي تغذي العنف والكراهية بين الشباب والنشء.
وقالت مصادر محلية إن الجريمة وقعت في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء، حيث أقدم الجاني، ويدعى صالح الضريبي الملقب بـ"وحان"، على إطلاق النار على والده داخل منزل العائلة في قرية ضريبة. وبعد أن أرداه قتيلاً، قام بفصل رأسه عن جسده، وحمله معه فاراً إلى الجبال المحيطة بالمنطقة.
وأضافت المصادر أن شقيق الجاني لاحقه بعد هروبه، وأطلق عليه النار ليرديه قتيلاً في الحال، لتنتهي الحادثة المروعة بدفن الأب والابن في اليوم نفسه، وسط ذهول وحزن كبيرين بين الأهالي.
اعتبر سكان محليون وناشطون أن هذه الجريمة لا يمكن فصلها عن حالة الفوضى الأمنية وغياب سلطة الدولة في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث تزايدت معدلات الجرائم الجنائية والانتهاكات الاجتماعية في ظل ضعف الأجهزة الأمنية وانشغالها بخدمة أجندة الجماعة بدلاً من حماية المواطنين.
وأشاروا إلى أن هذه الحوادث ليست فردية بقدر ما تعكس تأثيرات خطيرة لسياسة الحوثيين في تجنيد الشباب وتلقينهم عبر "دورات ثقافية وطائفية" تنزع القيم الإنسانية وتزرع العنف في نفوسهم، ما يجعل المجتمع عرضة لمزيد من الجرائم المروعة.
ويربط مراقبون هذه الجريمة بسلسلة من الجرائم التي شهدتها مناطق سيطرة الحوثيين خلال الأشهر الأخيرة، حيث ارتفعت وتيرة حوادث القتل الأسري والنزاعات المسلحة بين السكان، الأمر الذي يعكس حجم التفكك الاجتماعي الذي أنتجته ممارسات الميليشيات.
ويحذر خبراء اجتماعيون من أن استمرار الحوثيين في غسل أدمغة الأطفال والشباب عبر "المخيمات الصيفية" والدورات الفكرية المغلقة، يسهم في تربية جيل مفكك، لا يرى في العنف جريمة بل وسيلة طبيعية للتعامل مع الخلافات، وهو ما يشكل تهديداً طويل الأمد للنسيج الاجتماعي اليمني.
تثير هذه الجريمة تساؤلات واسعة حول مستقبل الأجيال في اليمن إذا استمر الحوثيون في تكريس ثقافة العنف على حساب التربية السليمة والتعليم المدني، حيث يخشى ناشطون حقوقيون من أن تتحول مثل هذه الجرائم إلى ظاهرة متكررة مع غياب أي رادع أمني أو اجتماعي.