كشف الصحفي فارس الحميري، مراسل وكالة شينخوا في اليمن، مساء الجمعة، عن تدهور حالة موظف يمني سابق في السفارة الأمريكية لدى اليمن، بعدما أصيب بجلطة.. مشيرا إلى أنه يتلقى حاليًا الرعاية الطبية في أحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة، وسط تفاقم معاناته نتيجة تخلي السفارة الأمريكية وعدد من زملائه عنه.
وأوضح بأن الحالة الصحية للموظف عبدالرحمن عيشان جاءت في ظل ظروف معيشية ونفسية صعبة، بعد سنوات من انقطاع الدعم عنه من قبل السفارة الأمريكية، التي كان يعمل لديها قبل تعليق أعمالها في اليمن عقب الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي عام 2015.
ويتعرض عدد من الموظفين اليمنيين السابقين في السفارة الأمريكية لظروف صعبة مشابهة، ما دفع بعضهم إلى مناشدة الجهات الحقوقية والدولية للتدخل والضغط لإنصافهم، وسط تزايد المخاطر الإنسانية على حياتهم وحياة أسرهم.
وكان المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) قد أطلق، نهاية يوليو الماضي، نداءً رسميًا إلى وزارة الخارجية الأمريكية، محذرًا من كارثة إنسانية محدقة تطال أكثر من 110 عائلات يمنية من موظفي السفارة السابقين في صنعاء، المقيمين حاليًا في مصر دون مأوى آمن أو موارد للعيش أو حماية قانونية، بعد سنوات من الخدمة في واحدة من أخطر البيئات في العالم.
وكشف المركز في رسالة رسمية عن انهيار كامل في أوضاع هذه العائلات، حيث تعرض عدد من أفرادها للاختطاف والإخفاء القسري والاحتجاز التعسفي أثناء عملهم في اليمن، قبل أن يواجهوا معانات جديدة بعد فرارهم إلى مصر. وأكدت الرسالة وفاة أربعة من أرباب الأسر خلال الشهور الماضية نتيجة أمراض لم تُعالج وظروف نفسية قاسية وحرمان من الرعاية الصحية، بينما تهدد بقية الأسر بالتشرد والجوع بسبب غياب الدخل والدعم الرسمي.
وأشار المركز إلى أن الإقامات منتهية والمدارس مغلقة والمستشفيات ترفض استقبال المرضى، فيما تتجاوز تكلفة تجديد الإقامة 150 دولارًا للفرد كل 6 أشهر، والإيجار الشهري نحو 200 دولار، ما أصبح خارج متناول هذه الأسر. وأضافت الرسالة أن العديد من الأسر تعتمد على وجبة واحدة يوميًا، بينما اضطرت أسر أخرى لبيع مقتنياتهم الشخصية لتأخير لحظة الانهيار.
وحمل المركز وزارة الخارجية الأمريكية مسؤولية سياسية وأخلاقية تجاه أولئك الذين خدموا السفارة في صنعاء قبل إغلاقها عام 2015، داعيًا إلى إجراءات عاجلة لإنقاذهم عبر برامج إعادة التوطين أو التأشيرات الخاصة (SIV وP-2)، وتوفير دعم مالي عاجل عبر وكالات الأمم المتحدة أو شركاء دوليين، وإنشاء قناة تواصل مباشرة مع العائلات لمتابعة أوضاعهم.
و قالت رئيسة المركز، لطيفة جامل في تصريح مثير: "ترك الولايات المتحدة موظفيها السابقين في هذا الوضع المذل بعد أن خدموها في واحدة من أكثر البيئات عدائية، هو خذلان لا يمكن تبريره، لا سياسيًا ولا أخلاقيًا."
ويشار إلى أن هذه العائلات أُجلت سابقًا من اليمن بناءً على ترتيبات رسمية بين الخارجية الأمريكية ومنظمة الهجرة الدولية، مع وعود واضحة بإعادة توطينهم داخل الولايات المتحدة خلال فترة لا تتجاوز تسعة أشهر، لكن معظم الإجراءات توقفت، وبقيت 110 عائلات عالقة في مصر وسط صمت طويل وأمل يتآكل.