انفجرت اليوم الأربعاء موجة غضب شعبي في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، بعدما ضاق سكان حارتي صينة والمناخ ذرعًا بانقطاع المياه المستمر، رغم قرب بعض منازلهم من الخزانات الرئيسية التي تغذي أجزاء واسعة من المدينة.
في حارة صينة، خرج العشرات إلى الشوارع، مغلقين الطرق وإشعال الإطارات، في رسالة تحدي للجهات المعنية التي يتهمونها بـ"الإهمال المتعمد"، مؤكدين أن معاناتهم مع العطش بلغت حدًا لا يُطاق.
وتداول نشطاء محليون في مدينة تعز، صورة الشارع العام في حارة صينة بعد أن قام الأهالي بقطعه أمام المارة عبر إشعال النار بالإطارات وسط الطريق، مع تصاعد الدخان بكثافة ما أدى إلى حجب الرؤية تماما.
وفي حارة المنا"، تجمّع المحتجون في وقفة غاضبة، رافعين لافتات تطالب بحقهم في المياه، ومنددين بتجاهل شكاواهم المتكررة، فيما يضطر الكثير منهم لشراء المياه من صهاريج بأسعار مرتفعة تزيد من أعبائهم المعيشية الخانقة.
الأهالي حذروا من أن صبرهم شارف على النفاد، وأن خطواتهم المقبلة ستكون أكثر تصعيدًا إذا لم تتحرك السلطات المحلية ومؤسسة المياه بشكل عاجل لإيجاد حل جذري يضمن توزيعًا عادلًا للمياه على جميع الأحياء.
وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت تعيش فيه المدينة أوضاعًا معيشية مأساوية بفعل الحصار المفروض من مليشيا الحوثي والحرب المستمرة منذ عشر سنوات، ما جعل أزمة المياه المستفحلة منذ شهرين التي قد تقصم ظهر البعير في أحياء عطشى تبحث عن قطرة حياة.