تشهد محافظة تعز تصاعد مروع في ظاهرة العثور على أطفال حديثي الولادة ملقَين في الشوارع وأمام المساجد وقرب مكبات النفايات، في مشهد صادم يعكس عمق الأزمة الإنسانية والانهيار الأخلاقي الذي تعيشه البلاد.
وقال الصحفي محرم الحاج، في حديث رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، إن أغلب الحالات يتم اكتشافها قبيل صلاة الفجر أمام المساجد، أو وسط أكوام القمامة، حيث يبادر بعض الأهالي المقتدرين إلى احتضان هؤلاء الأطفال وتربيتهم، بينما يلفظ الموت أنفاس بعضهم قبل أن تصل إليهم يد الإنقاذ.
آخر هذه الجرائم الإنسانية وقع اليوم الأربعاء في مديرية ماوية الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي شرقي تعز، حيث تم العثور على طفل حديث الولادة داخل كيس بلاستيكي.
وقبل ذلك، في يناير الماضي، تم العثور على طفل آخر في كرتون بسائلة الهندي في مديرية القاهرة الخاضعة للحكومة الشرعية، لكنه كان قد فارق الحياة.
أحد المحتضنين لطفل عُثر عليه مؤخرًا قال: "زوجتي وافقت فورًا على تبنيه، وأصبح ابنها بالرضاعة، لا تفارقه مع طفلتنا التي تكبره بخمسة أيام. سمّيناه عمر ودعونا الله أن يكون رجلًا صالحًا، وسأبذل حياتي لتربيته".
ويضيف: "منذ دخوله منزلنا لم تفارقنا الابتسامة، لكني لا أكف عن التفكير: ما الذي يدفع إنسانًا لرمي طفل؟! الأسباب كثيرة، أبرزها الفقر المدقع، وغياب الرادع، وانتشار العلاقات غير الشرعية، وكلها تفاقمت بفعل الحرب".
ويرى ناشطون أن تكرار هذه الحوادث مع غياب أي تحرك جاد من الجهات المعنية ينبئ بتحولها إلى ظاهرة قاتلة تهدد النسيج الاجتماعي وتكشف عن جرح إنساني عميق ينهش اليمن بصمت.