شهدت أحياء شرقي مدينة تعز خلال الساعات القليلة الماضية، لحظات رعب وهلع غير مسبوقة، بعد تسرب كثيف لمادة الغاز من أحد "البوكتيلات" التابعة لمحطة مخالفة، ما أدى إلى حالة من الذعر الجماعي بين السكان الذين تدافعوا هاربين لإنقاذ أنفسهم من كارثة كانت على وشك الحدوث.
الصور الموثقة تُظهر لحظة الفزع والهروب الجماعي للسكان، وسط تحذيرات من أن أي شرارة بسيطة كانت كفيلة بتحويل الحي إلى حفرة لهب ودخان، لكنها ولحسن الحظ، لم تقع بسبب السيطرة السريعة من قبل القائمين على المحطة.
هذه الحادثة أعادت إلى الأذهان سلسلة من الحوادث المروعة التي شهدتها تعز ومحافظات أخرى، جراء محطات الغاز المخالفة التي تحوّلت إلى قنابل موقوتة تهدد حياة الآلاف، وأسفرت عن عشرات الضحايا وأضرار مادية ومعنوية جسيمة.
وفي خضم هذه الكارثة المُنجَزة، حمل مواطنون في تعز مسؤولية ما حدث للمدير التنفيذي لشركة الغاز محسن وهيط، ومالك شركة "ساسكو" سنان البعداني، بالإضافة إلى السلطة المحلية التي لم تتخذ الإجراءات الحازمة لوقف الانفلات الأمني الذي تعيشه المدينة.
ويأتي ذلك في ظل استمرار وجود هذه المحطات "المفخخة" وسط الأحياء السكنية، رغم توجيهات النائب العام ورئيس النيابة في تعز بضرورة التصدي لهذه المخالفات الخطيرة، وتواصل نيابة الصناعة والتجارة التحقيق في مخالفات عدة محطات، كما تؤكد تقارير فنية صادرة عن الدفاع المدني ولجان مختصة على ضرورة إغلاق هذه المحطات المخالفة ونقلها خارج المدينة حفاظًا على أرواح السكان.
ويشهد تعز تصاعدًا في حوادث التسرب والانفجارات، حتى وصلت إلى مركبات النقل (المعوضة)، ما دفع مراقبين إلى وصف المدينة بأنها "مفخخة" بمخازن أسلحة ومحطات غاز عشوائية، بتواطؤ رسمي وتحالف غامض مع تجار الحرب، في مشهد مأساوي يستنزف حياة المدنيين ويهدد الأمن والاستقرار.