تتواصل دوامة العنف في محافظة الجوف الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، حيث قُتل وأصيب عدد من الأشخاص في اشتباكات قبلية عنيفة اندلعت مساء أمس بين مسلحين من قبيلتي الفقمان وآل كثير شمال شرق اليمن، في مشهد يعكس استمرار تفاقم الصراعات الداخلية بفعل تغذية المليشيا لها بالسلاح والمال.
وقالت مصادر محلية، إن المواجهات نشبت في منطقة السلامات بمديرية الغيل، واستمرت لساعات طويلة، استخدم خلالها الطرفان أسلحة خفيفة ومتوسطة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وسط حالة من التوتر والترقب في أوساط السكان.
وأشارت مصادر قبلية إلى أن ميليشيا الحوثي تلعب دورًا محوريًا في إذكاء هذه النزاعات، عبر إمداد بعض الأطراف بالسلاح والذخيرة، وتمويل آخرين بالمال، في إطار سياسة "فرّق تسد" التي تتبعها لضمان بقاء القبائل منشغلة بالصراعات الداخلية بدل التوحد ضدها.
وأكدت المصادر أن الأسابيع الماضية شهدت تصاعدًا في وتيرة النزاعات القبلية بالمحافظة، حيث أُعيد إحياء ثارات قديمة وخلافات راكدة، ما ساهم في تفجير مواجهات متفرقة في عدة مناطق، أبرزها السلامات واليتمة، وسط غياب أي جهود للتهدئة أو الوساطة.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه السياسة الحوثية في الجوف لا يهدد فقط النسيج الاجتماعي، بل يفتح الباب لمزيد من إراقة الدماء، ويضاعف معاناة السكان في ظل أوضاع إنسانية وأمنية متدهورة.