أشعلت حملة تستهدف إغلاق "حراج أبو حيدر" لبيع السيارات، جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، وسط انقسام حاد بين من يرى فيها محاولة لكسر احتكار السوق، وآخرين يعتبرونها تهديدًا لمصالح تقليدية تقاوم المنافسة.
وتداول ناشطون دعوات تطالب بإغلاق حراج السيارات الذي يديره تاجر السيارات المعروف "أبو حيدر العولقي"، واصفين الحملة بأنها استهداف مباشر لتجربة جديدة لاقت قبولًا شعبيًا واسعًا، ونجحت في كسر النمط التقليدي السائد في سوق السيارات المحلي.
وتأتي هذه الدعوات عقب تقديم عدد من أصحاب المعارض شكوى رسمية إلى الغرفة التجارية، اتهموا فيها "أبو حيدر" بإرباك السوق وبيع سيارات تالفة بأسعار منخفضة. وهي اتهامات نفاها مؤيدوه بشدة، معتبرين أنها صادرة عن أطراف تخشى التغيير وتتمسك بالمصالح الضيقة، أمام تجربة قائمة على الشفافية والتعامل المباشر مع الجمهور.
وبحسب مراقبين، فإن "حراج أبو حيدر" يمثل تحولًا لافتًا في آلية عرض وبيع السيارات، حيث نجح عبر صفحته التي يتابعها قرابة مليون شخص، في تحويل الحراج إلى وجهة حقيقية للبيع والشراء، من خلال بث محتوى يومي مباشر يعرض فيه السيارات بأسلوب نال إعجاب ورضا آلاف المواطنين.
وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة ممارسات احتكارية قديمة مارستها بعض الشركات والتجار في قطاعات مختلفة، وسط مطالبات متزايدة بفتح باب التنافس المشروع وتنظيم السوق، لا بوأد التجارب الناجحة.
ويرى مراقبون أن السوق اليمني بحاجة ماسة إلى بيئة تنافسية عادلة، تسمح بظهور نماذج مبتكرة قائمة على الشفافية والمصداقية، بدلًا من تكريس الاحتكار وحماية الامتيازات المتكلسة.