نجح فريق طبي بعد عملية جراحية تُعد من أعقد وأخطر التدخلات الطبية، بهيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة الحديدة، في إنقاذ حياة شاب عشريني، إثر إصابته بجسم معدني حاد اخترق جمجمته واستقر على بُعد ملمترات فقط من الدماغ والعين اليسرى، إثر حادث مروري مروّع وقع في ريف مديرية عبس بمحافظة حجة.
وبحسب مصادر طبية مطلعة، فقد وصل الشاب، البالغ من العمر 25 عامًا، إلى مركز الطوارئ في الهيئة وهو في حالة حرجة للغاية، والقطعة المعدنية ما تزال مغروسة في جمجمته، دون أي أدوات إسعافية أو تغطية للجرح، وسط نزيف داخلي وملامح صدمة حادة كادت أن تُنهي حياته في أي لحظة.
فور استقباله، سارع الفريق الطبي إلى تثبيت العلامات الحيوية وتأمين مجرى التنفس والسيطرة على النزيف، دون لمس الجسم الغريب المغروس، نظرًا لحساسية موقعه وخطورته البالغة، حيث كشفت الفحوصات الطارئة أن القطعة المعدنية استقرت في موضع حساس قرب الدماغ والعين اليسرى، ما شكّل تهديدًا مزدوجًا للحياة والبصر.
تكوّن الفريق الجراحي من نخبة من أطباء جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري وجراحة العيون، حيث تم اتخاذ قرار إجراء عملية جراحية عاجلة ومعقدة استغرقت ساعات، تم خلالها إزالة الجسم المعدني بدقة متناهية، دون أن تُصاب أنسجة الدماغ أو العين بأي ضرر يُذكر.
كما تم تنظيف الجرح بدقة فائقة، والتأكد من إغلاقه بشكل آمن، والحفاظ الكامل على الوظائف الحيوية للمريض، وسط إشادة واسعة بكفاءة الفريق الطبي، وقدرتهم على إدارة حالة بالغة التعقيد وسط الإمكانيات المتواضعة والتحديات الطبية المعروفة في المستشفيات الحكومية.
الطاقم الطبي وصف الحادثة بأنها واحدة من أخطر الحالات التي وصلت إلى المستشفى هذا العام، مؤكدين أن حسن التعامل مع الجسم الغريب وثبات الفريق في لحظة مصيرية كان له الفضل الأكبر في إنقاذ الشاب من الموت أو فقدان البصر.