أعلن مدير فرع البنك المركزي اليمني في محافظة مأرب، جمال الكامل، اليوم الثلاثاء، عن إلقاء القبض على 40 صرافًا من كبار المضاربين في السوق السوداء، ضمن حملة أمنية ورقابية واسعة النطاق، تنفذها السلطات بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المختصة، بهدف كبح جماح التلاعب بأسعار الصرف وفرض السيطرة على السوق المالية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عُقد في مقر البنك، أكد خلاله الكامل أن الحملة تهدف إلى استعادة الاستقرار النقدي والمالي، في ظل الفوضى المتفاقمة التي أحدثتها المضاربات غير المشروعة، والتي ساهمت بشكل مباشر في تدهور العملة الوطنية ورفع أسعار الصرف بشكل مصطنع، ما زاد من تفاقم الأزمة الاقتصادية ومعاناة المواطنين.
وأوضح أن المقبوض عليهم كانوا من أبرز المتورطين في الاتجار غير القانوني بالعملات الأجنبية، مؤكداً أنه تم إيداعهم السجن وتحويل ملفاتهم إلى النيابة العامة، تمهيداً لمحاكمتهم وفق القوانين السارية.
وشدد مدير البنك المركزي في مأرب على أن السلطات لن تتهاون مع أي محاولة للتلاعب بأسعار العملة أو تهديد الاستقرار الاقتصادي، مضيفًا: “نرصد السوق على مدار الساعة، والحملة لن تتوقف حتى يتم تطهير السوق من كافة المضاربين”.
وفي خطوة تهدف إلى خنق السوق الموازية، أعلن الكامل عن توجه البنك لتأمين كميات كافية من العملة الأجنبية للتجار والمستوردين عبر القنوات الرسمية وبأسعار تنافسية، مؤكداً أن المرحلة القادمة ستشهد تعزيزاً للشفافية ومنعًا لاحتكار العملة.
وقال: "لن نسمح للتجار بالوقوع في شباك السوق السوداء بعد اليوم. المركزي ملتزم بتوفير العملات الصعبة لكل من يطلبها عبر القنوات الرسمية".
ودعا الكامل المواطنين والتجار إلى التعامل الحصري مع البنوك والمصارف المعتمدة، محذرًا من الانجرار خلف المضاربين الذين يعملون على تأزيم الوضع الاقتصادي وتحقيق مكاسب شخصية على حساب الشعب.
وأكد أن البنك المركزي سيواصل حملاته بالتعاون مع السلطات الأمنية والقضائية لضبط المخالفين في جميع المحافظات الواقعة تحت سلطة الحكومة الشرعية.