صورة صادمة تكشف عمق المأساة الإنسانية في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، تشهد مديرية الجراحي جنوب محافظة الحديدة انهيارًا صحيًا كارثيًا، وسط تصاعد شكاوى السكان من تفشي الأمراض وغياب أبسط مقومات الرعاية الطبية.
وأكد سكان محليون أن الوضع الصحي في المديرية بات خارج السيطرة، حيث تفتقر المستشفيات والمراكز الصحية إلى الأدوية والتجهيزات، وتغيب الكوادر الطبية في ظل إهمال متعمد ونهب ممنهج للمساعدات من قبل المليشيا الحوثية.
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة مؤلمة لطفلة أُغمي عليها داخل المستشفى الحكومي في الجراحي، جراء الازدحام الخانق وانعدام التهوية والتكييف، ما أثار موجة غضب واسعة تجاه الوضع الصحي المتدهور.
وقال الأهالي إن المستشفى الذي يُفترض أن يكون ملاذًا للمرضى، تحول إلى بؤرة للمعاناة، بسبب الضغط الهائل من المرضى، وانعدام أبسط المستلزمات، ونقص حاد في الأطباء، في وقت تقوم فيه مليشيا الحوثي بنهب المخصصات الطبية وبيعها في السوق السوداء أو توجيهها لعلاج عناصرها فقط.
وتؤكد منظمات حقوقية وإنسانية محلية ودولية أن مليشيا الحوثي تعطّل عمدًا القطاع الصحي في مناطق سيطرتها، ضمن سياسة تجويع وتركيع ممنهجة ضد السكان، وتحرم المواطنين من حقهم في العلاج والخدمات الأساسية.
وتحذر تقارير أممية من أن استمرار هذا الانهيار في القطاع الصحي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية شاملة في محافظة الحديدة، خصوصًا مع انتشار الأمراض المعدية، وسوء التغذية الحاد بين الأطفال، وانعدام أي تحرك فعلي للإنقاذ.