حذر الخبير الاقتصادي والصحفي بسام احمد البرق، مساء اليوم السبت، من كارثة اقتصادية وشيكة تضرب الاقتصاد اليمني، في ظل استمرار غياب الرقابة، وتمرد مؤسسات حكومية على البنك المركزي اليمني، وتواطؤ مراكز نفوذ نافذة في الدولة، على حد وصفه.
وقال البرق في سلسلة منشورات رصدها نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، إن اليمن مقبل على انتكاسة غير مسبوقة في سوق الصرف، متوقعًا أن يرتفع سعر الدولار مقابل الريال اليمني بوتيرة جنونية، قد تفوق كل ما شهده السوق من تقلبات خلال السنوات الماضية.
وكشف البرق أن أكثر من 75% من إيرادات الدولة لا تُورّد إلى البنك المركزي في عدن، وأن الجهات التي تمتنع عن التوريد تحظى بدعم مباشر من أطراف عسكرية وبعض أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، مشيرًا إلى أن عدد هذه المؤسسات يبلغ نحو 147 جهة حكومية تتحكم بمليارات الريالات يوميًا، وتضارب بها في السوق السوداء.
وقال البرق: "البنك المركزي اليوم يقاتل وحيدًا في معركة بقاء، ولا أحد من القيادة يحرك ساكنًا.. بل بعضهم يدعم التمرد المالي على الدولة".
خياران أحلاهما مُرّ
وأشار الخبير الاقتصادي إلى سيناريو مرعب يهدد الشعب اليمني في حال استمر هذا الوضع:
إما أن يموت الموظفون جوعًا دون رواتب نتيجة شلل البنك المركزي.
أو يلجأ البنك إلى ضخ العملة الجديدة من المطبوعة المخزنة داخل الحاويات، ما سيتسبب في انفجار تضخمي عنيف وانهيار الريال مجددًا.
تحذير من "فخ الانخفاض المؤقت"
وانتقد البرق ما وصفه بـ"فرحة سطحية" بانخفاض سعر الصرف مؤخرًا، مؤكدًا أن الانخفاض مصطنع ومؤقت، تقوده مافيات مالية ومضاربون يسعون لتعويض خسائرهم، قبل توجيه ضربة قاصمة للشعب والاقتصاد عبر انفجار جديد في السوق.
وحذّر بالقول: "لا تفرحوا كثيرًا… هذا الفخ يُنصب ببطء ليُطبق علينا جميعًا".
أزمة ثقة.. وتوحّش الصرافين
وأضاف البرق أن حتى الإجراءات الشكلية التي اتخذها البنك المركزي مؤخرًا، مثل إيقاف 35 شركة صرافة، لم تُنفذ فعليًا، مشيرًا إلى أن تلك الشركات لا تزال تعمل تحت حماية نافذين ومراكز قوى، وأن البنك المركزي "لا يستطيع حتى إرسال طقم لإغلاقها".
كما كشف أن كبار التجار بدأوا يسعّرون بالريال السعودي، في خطوة خطيرة تنم عن فقدان ثقة تام في قدرة البنك المركزي على توفير العملة الأجنبية أو السيطرة على السوق، بل إن حتى شركات كبرى مثل مجموعة هائل سعيد، والتي طالما التزمت التسعير بالريال اليمني، لجأت مؤخرًا إلى "الحماية بالريال السعودي"، بسبب عدم وجود آلية مضمونة لتوفير الدولار.
واختتم البرق تحذيراته برسالة شديدة اللهجة إلى اليمنيين كافة: "إن لم تتحركوا اليوم وتطالبوا بالشفافية وتوريد الإيرادات وضبط الفساد، فلن تجدوا غدًا عملة تحفظ كرامتكم ولا دولة تصرف رواتبكم. الوضع أخطر من أن يُدار بالبيانات.. نحن في لحظة مفصلية إما أن ننقذ ما تبقى، أو ننهار جميعًا".