تواصل النقاط الأمنية في مدينة التربة جنوبي محافظة تعز احتجاز العشرات من الشاحنات التجارية ومنعها من المرور خلال النهار، وسط غياب أي توجيهات رسمية واضحة، ورفض متواصل للنداءات المطالبة بوقف هذا التعسف.
وعبر سائقو الشاحنات المحتجزة عن غضبهم الشديد من استمرار توقيفهم في الطرقات بحجة "منع العبور نهارًا"، مؤكدين أنهم يلتزمون بالتعليمات المتعارف عليها بالتوقف عند مداخل المحافظة، مثل نقطة الضباب وتقاطع الثلاثين، حتى بداية الدوام الرسمي، ومن ثم يُسمح لهم بالدخول ليلًا – كما هو الحال في معظم محافظات الجمهورية.
لكنهم أكدوا أن الإجراءات المفروضة عليهم في التربة غير منطقية وتمارس بصورة مزاجية، حيث يتم توقيف الشاحنات في طرق طويلة وسريعة، دون مراعاة لأبسط شروط السلامة أو ظروف العمل.
أحد السائقين وصف نقطة "الهنجر" بـ"عنق الزجاجة" الذي يخنق الحركة التجارية ويحول الطريق إلى جحيم من الانتظار والتأخير، مشيرًا إلى أن تجميع الشاحنات دفعة واحدة هناك يسبب ضغطًا هائلًا على المفتشين ويؤدي إلى تأخير غير مبرر في التفتيش، ناهيك عن الإرهاق البدني والمعنوي للسائقين الذين يقضون ساعات طويلة تحت الشمس بلا مبرر قانوني.
السائقون وجّهوا نداء استغاثة إلى السلطة المحلية والقيادة العسكرية والأمنية في تعز، مطالبين بضرورة وقف ما وصفوه بـ"التعسف الأمني"، والإفراج الفوري عن الشاحنات والسائقين المحتجزين، محذرين من أن استمرار هذه الإجراءات ينعكس سلبًا على سلاسل الإمداد، والنقل التجاري، ومعيشة آلاف الأسر المرتبطة بقطاع النقل.