اقتحم عشرات المحتجين في وقت متأخر من مساء الإثنين مبنى الكهرباء في منطقة فوه بمدينة المكلا، في مشهدٍ فوضويٍ عكس حجم الغضب الشعبي من الانهيار الكامل في خدمة الكهرباء وتردي الأوضاع المعيشية، بالتزامن مع انقطاع شامل للتيار منذ مساء الأحد دون أي تبرير رسمي.
وأفادت مصادر ميدانية بأن الميناء ومنشآت حيوية أُغلقت بالكامل من قِبل المتظاهرين، فيما شهدت البوابة الرئيسية لمبنى الكهرباء إطلاق نار كثيف من قِبل عناصر تتبع القيادي عمرو بن حبريش، في محاولة لإثارة الفوضى وخلق صدام مع قوات النخبة الحضرمية، وسط تحركات مشبوهة لتحطيم الأطقم الأمنية واستدراج المدينة إلى مربع الفوضى.
وأسفرت الأحداث المؤسفة عن استشهاد عامل الكهرباء في الحراسة، علي سالم أحمد بامقري، أثناء الاقتحام المسلّح، ما فاقم من حالة التوتر وأشعل موجة جديدة من الغضب الشعبي.
واستمرت التظاهرات حتى منتصف الليل في أحياء السلام، الستين، جول مسحة، وبويش، حيث قام المحتجون بإغلاق الطرقات وإشعال الإطارات، مطالبين برحيل الفاسدين وإيجاد حلول عاجلة لإنهاء معاناة الناس مع الخدمات المنهارة.
وأكد شهود عيان أن المدينة تعيش حالة شلل شبه تام، مع تفاقم الأزمات وغياب أي تواصل أو توضيح من الجهات المختصة حول أسباب توقف الكهرباء، في وقت تتبادل فيه أطراف السلطة المحلية الاتهامات بشأن المسؤولية عن تعطيل الوقود لمحطات التوليد.
وتحذر مصادر مطلعة من محاولات مدروسة لجر المدينة إلى صراع مفتوح عبر أدوات مأجورة، في ظل هشاشة أمنية وغياب الشفافية، الأمر الذي بات يهدد بانفجار أكبر إذا لم يتم التحرك سريعًا لاحتواء الأزمة ووقف الفوضى المتعمدة.