كشف الإعلامي ناصر باكازم الدهماء، أحد أكثر أسرار ديسمبر 2017 غموضًا، حيث برز اسم القيادي الحوثي "الحسن عبد الله الجرادي" المكنى بـ"أبو شهيد"، كالرجل الذي أطلق الرصاصة القاتلة على الرئيس الراحل علي عبد الله صالح في قرية الجحشي بسنحان.
الرجل الذي سمّته جماعة الحوثي بـ"كاسر فتنة عفاش"، ظل لفترة طويلة أحد أكثر الوجوه غموضًا في هيكل الجماعة، بعد أن طمس اسمه من بياناتها، وتجاهلت الحديث عنه، رغم أن الروايات المتقاطعة من صنعاء تؤكد أنه هو من أجهز على صالح.
أبو شهيد، الذي تتلمذ على يد مؤسس الجماعة بدر الدين الحوثي، برز كأحد أشرس قادة كتائب "القوات الخاصة العقائدية" التابعة للحوثيين، والتي شاركت في اجتياح صنعاء عام 2014.
وكان يشغل في وقت سابق منصب "المسؤول العام لمنطقة بني فاضل" بصعدة خلال الحرب الرابعة، وخسر في تلك الفترة والدته وزوجته وسبعة من أشقائه بغارة جوية نفذها الجيش اليمني.
بعد صعود عبد الملك الحوثي لزعامة الجماعة، صار الجرادي أحد مرافقيه المقربين، وقاد لاحقًا جبهة الفازة في الساحل الغربي. هناك، تفنن في تنفيذ جرائم التقطع على الطريق الرابط بين الفازة والجبلية، وكان يستهدف سيارات الإسعاف ويصفي الجرحى برصاص بارد، مستخدمًا دراجة نارية للفرار إلى الجبال بعد كل مجزرة.
لكن نهاية الرجل جاءت على يد قوات اللواء الأول عمالقة، التي تمكنت من أسره في منطقة بين التحيتا والفازة.. غير أن مليشيا الحوثي لم تعلن عن الواقعة حينها، وحجبت خبر القبض عليه لأسباب وصفتها المصادر بـ"الأمنية والخوف من ردود فعل داخلية".
لاحقًا، تأكد مقتله، وتم تسليم جثمانه ضمن صفقة تبادل أسرى، لتُسدل الستارة على فصل دموي من سيرة قائد ميليشياوي، ظل متخفيًا تحت عباءة الصمت الحوثي، رغم أنه لعب أحد أخطر أدوار ديسمبر، بإطلاقه "الرصاصة الأخيرة" في جسد الرئيس السابق علي عبد الله صالح.