كشفت إحصائيات رسمية عن تسجيل 884 إصابة جديدة بمرض السرطان في محافظة تعز، خلال النصف الأول من العام الجاري 2025، وسط تدهور مستمر في المنظومة الصحية التي أنهكتها الحرب.
جاء ذلك في تصريحات تيسير السامعي، مسؤول الإعلام في مكتب الصحة بتعز، الذي قال إن النساء تصدرن قائمة المصابين بـ481 حالة، مقابل 403 حالات بين الذكور، فيما شكّل الأطفال ما نسبته 9% من إجمالي الإصابات، بواقع 76 حالة مأساوية تهدد مستقبل جيل بأكمله.
وأشار السامعي إلى أن سرطانات الجهاز الهضمي تصدرت أنواع الأورام المسجلة بنسبة 20%، تلتها سرطانات الثدي بنسبة 15%، في ظل بيئة طبية تعاني من شح في الإمكانات وقصور خطير في القدرات التشخيصية والعلاجية.
وأكدت مصادر طبية أن هذه الأرقام تشكل ناقوس خطر حقيقي، في محافظة تعاني من حرب مستمرة منذ سنوات، دمّرت بنيتها الصحية وأرهقت مراكزها الطبية، التي تفتقر للأجهزة المتخصصة وكوادر الأورام المؤهلة، ناهيك عن الصعوبات الاقتصادية التي تمنع المرضى من تلقي العلاج في الخارج.
وتعاني محافظة تعز من حصار خانق فرضته مليشيات الحوثي منذ عام 2015، مما زاد من تعقيد الوضع الصحي، وساهم في تفاقم الأمراض المزمنة والخبيثة على حد سواء، وسط غياب أي حلول جذرية من الجهات المعنية.
ويكشف رقم 884 حالة سرطان في نصف عام فقط، عن كارثة صحية صامتة تتفشى في جسد المدينة المنكوبة، بينما لا يزال المرضى يواجهون مصيرهم القاسي بين فتك المرض وعجز الدولة.